صرخة لـ"التوحيد" في السويداء: حرمة الدم.. فلا تنجرّوا

إعداد – عبير اسكندر

2021.08.16 - 07:45
Facebook Share
طباعة

 في ظل ما تشهده محافظة السويداء من فوضى أمنية وتوتر داخلي منذ أشهر، تتعالى صرخات "العقلاء" فيها إلى توحيد الصفوف وتجنب انتقال أحداث درعا إلى جارتها بأي شكل من الأشكال، مع التأكيد على وحدة المصير بين المحافظتين.

وخلال الساعات الماضية، أصدرت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، الممثلة بالشيخ حكمت الهجري، بياناً  تطرق فيه إلى الوضع الداخلي في المحافظة، داعياً إلى وحدة الصف مع التشدد على حرمة الدم بين الأهالي جميعاً.

وقال الهجري في البيان " من منطلقات حفظ الإخوان وصون اللسان، لنحافظ معا على ثوابتنا الأهلية الاجتماعية الوطنية الدينية الراسخة التي اعتدناها منكم بصونكم لأمانات الأجداد ومصداقية تعاطيكم مع قيم السلف الميمون”.

وأضاف “بعد الابتعاد عن مظاهر السوء والرذيلة والانحراف، نحن في دولة قانون، نترك الأمر لأولي الأمر، نوجه بعضنا ونرشد بعضنا، ولا نكون مكان إدانة، ولا نحمل دماء بعضنا، فدم السوري على السوري حرام، كلنا إخوة والأصل واحد، يهمّنا كل شاب وكل رجل وكل أصيل”، مؤكداً بالقول: “أبناءنا الغوالي لا تكونوا وسائل لتنفيذ مخططات مدمرة أيا كانت مصادرها، ولا تنجرّوا خلف عناوين تأتيكم بكلام يبدو محقا ويراد به الباطل، لستم وسائل بيد أحد، ولستم أدوات لأحد، ولسنا تابعين لأحد، فالطاعة لرب العالمين وحده بالحق والتقوى”.

وحول ما يحدث قال الهجري: “فما نشهده على ساحة المحافظة شيء معيب، نهدد بعضنا بالقتل في سبيل من … لغاية ماذا؟ من سيخدم موتنا، ؟؟؟ إلا أننا سنحمل دماء بعضنا، ويشتعل الجبل بما فيه، فيصبح للكل ثأر دماء على الكل … وعيب علينا أن نمرر فرصا كهذه لأصحاب النوايا الخبيثة العابثين بمجتمعنا وكافة أطياف المجتمع السوري الذي ندعو دوما لتماسكه”.

ولفت قائلاً: “من المخجل أن يكون أحفاد الأبطال والمحررين قتلة لبعضهم، وعيب أن نتحرك ضد بعضنا … فأمامنا أعداء واضحين، وأخطاء كبيرة يتوجب علاجها بالعقل والتبصر"، مناشداً بالقول: "عودوا إلى رشدكم واستهدوا بالله فالشر من شرارة والعلاج بالعقل لا بالسلاح بالحوار لا بالقتال، وليعد المخطئ الى الصواب تحت راية الجماعة لما فيه من خير لمجتمعنا المتماسك".

وأوضح الهجري “نحن لا ننتمي لفئة بل ننتمي لوطن كنسيج متكامل مع أطيافه الدينية والسياسية والاجتماعية كلّها ، وعلينا أن نساهم في إعادة النهج إلى دربه الصحيح فأبناؤنا فاضلون ، وكبارنا طاهرون ، وعاداتنا أصيلة ، ومضافاتنا مدارس ، وقراراتنا لا يوجهها أحد إلا وفق ما يمليه علينا توافق إرادة الأهل بالرشد والصلاح”.

وقال في ختام البيان "ولا ننسى أن نشير الى التناغم ورسوخ الأصالة والتآخي الصادق بيننا وبين أهلنا الصادقين الأوفياء في سهل حوران، ونحن نقف أيضا بجانب الإرادة الشعبية الأهلية الاجتماعية الأصيلة لهم ضد كل مظاهر وظواهر الفساد والقتل والأذى، فجراحنا واحدة وآلامنا واحدة، ونحن وإياهم تحت ظل القانون والعادات والأصول التي توافقنا عليها كما سنها الأجداد والأصلاء”.

ناشطون تناقلوا البيان على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وسط مخاوف من خلفيات ما تحمله رسالة الشيخ الهجري باسم الرئاسة الروحية، واحتمالات عودة الأحداث الأمنية إلى محافظتهم، مطالبين بالحذر والتكاتف لمنع وصد أي شيء من هذا القبيل.

مراقبون للساحة الجنوبية، حذروا بدورهم من انعكاس المشهد في درعا على الداخل في السويداء، ما يستدعي استنفار الوجهاء لاحتواء أي حدث سواء كان داخلي أو عابر من درعا، مشيرين إلى أن البيان خطوة مهمة بالحفاظ على السلم الأهلي بالمحافظة عموماً.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 1