من جبل الزاوية إلى التورا بورا.. احتفالات التيارات الراديكالية وأسبابها

إعداد - أدهم السيد

2021.08.16 - 06:38
Facebook Share
طباعة

 هدوء شبه حذر على جبهات ادلب، تخترقه أصوات النيران بشكل متقطع، فيما تترقب الأنظار في الشارع ما يحدث في أفغانستان، رغم أن الأخيرة تبعد آلاف الأميال عن ادلب، والسبب راديكالي بحت، كون الشمال السوري بات منطقة تعج بالحركات السلفية .


لم تطرأ أحداث ميدانية هامة على المشهد الادلبي، سوى قصف سوري استهدف حاجزاً لتنظيم تحرير الشام في جبل الزاوية، حيث أكدت مصادر محلية من تلك المنطقة بأن حركة إسعاف كبيرة بدأت بعد انتهاء القصف بثلث ساعة، والمعلومات من هناك تشير إلى مقتل وجرح العشرات من عناصر هذا التنظيم.


لم يكن هذا الحدث كافياً ليطغى على اهتمامات الشارع في ادلب، فقد كان هناك حدث من نوع آخر اعتبره كثيرون ممن يعتنقون فكر الخلافة والحكم الإسلامي بالحدث الهام والتاريخي، وهو سيطرة طالبان على أفغانستان.


وفي هذا السياق نزل مقاتلون  يتبعون لتنظيم تحرير الشام إلى شوارع مدينة ادلب ليلاً من أجل توزيع الحلوى فرحاً بسيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل.


فيما علا صوت الشيخ أبو محمد الشامي إمام جامع سعد  في إدلب بفرح لترويج ما أسماه بشرى تحرير أفغانستان بأيدي مقاتلي طالبان، كذلك فقد أعلنت مساجد ادلب التكبيرات احتفالاً بسيطرة طالبان على كابول.


تنظيم تحرير الشام وعبر بعض قيادييه مثل أبي ماريا القحطاني أعلن أن ما حدث في أفغانستان هو انتصار للمسلمين السنة وفق تعبيره، بينما لوحظ احتفال العديد من الفصائل المنضوية ضمن المعارضة السورية بما قامت به طالبان.


حول ذلك تقول جهات متخصصة بالجماعات الراديكالية الدينية في سورية: إن ما يحدث من ردات فعل حالياً في ادلب حول أفغانستان، وسيطرة تلك الأنباء على الاهتمام بالأخبار الميدانية والأمنية، يدل على سيطرة التيارات السلفية بكل مدارسها على ادلب وأهلها، وتضيف تلك الجهات: رغم أن تحرير الشام أو جبهة النصرة سابقاً قد فكت ارتباطها بالقاعدة لكن ذلك لم يمنعها من نسيان رباطها العقائدي بما يُسمى السلفية الجهادية، والذي أوثق هذا الرباط هم الأفغان العرب.


من جهتها قالت مصادر أهلية من مدينة ادلب، أن هناك مظاهر فرح في المدينة كلها بسبب ما حدث في كابول، بعض تلك المظاهر هو مخطط ومنظم من قبل تحرير  الشام، التي أوعزت للمساجد برفع التكبيرات فضلاً عن توجيه الخطباء بضرورة الاحتفاء بما أسموه نصر طالبان وتجييره معنوياً لشحذ همم الناس وراء الهيئة في ادلب.


وتابعت المصادر بالقول: هناك لافتات رُفعت على بعض المنازل وعند مفارق طرق في المدينة تهلل لطالبان وفق قولها.


في حين سخر صحفي معارض للهيئة من ريف حلب الشرقي بأفراح تحرير الشام بإنجاز طالبان، قائلاً: مفارقة غريبة هي احتفال تحرير الشام بنصر طالبان، وهي منذ أيام ولا تزال تلاحق المقاتلين الأجانب في أرياف ادلب، هل نسي الناس بأن الجولاني هو من لاحق المقاتلين الأفغان الذين أتوا للقتال معه في بدايات الحرب، لينقلب عليهم ثم يلاحقهم بحسب تعبيره.


وختم هذا الصحفي الذي فضّل عدم ذكر اسمه بالقول: من يرى ادلب في مشهدها الاحتفالي يشعر وكأنها ولاية أفغانية، ويظن بأن جبل الزاوية ما هو إلا امتداد لسلسلة جبال التورا بورا، هناك محاولات من تحرير الشام لتشبيه نفسها بطالبان وتستغل ذلك في دعايتها منذ الأمس بأنها طالبان سورية التي ستسيطر على مناطق واسعة من البلاد بحسب أحلامها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6