خيبة سياسية لـ"قسد" وتطور في ملف النازحين نحو أوروبا

حمزة نصار

2021.08.14 - 08:01
Facebook Share
طباعة

 يستمر تنظيم قسد بشن عمليات دهم واعتقال واسعة في مناطق سيطرته، بدعم جوي ولوجستي من قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، وسط محاولات هذا التنظيم اقتناص اعتراف دولي به، ولو عن طريق الدعاية السياسية.


إذ لم يطل ترويج قسد لنبأ افتتاح مكتب تمثيلي له في العاصمة السويسرية جنيف، وتضخيم الحدث كدلالة على الاعتراف العالمي بهم والتمهيد للسير قدماً في طريق الحكم الفيدرالي على اعتبار أن إعلان دويلة خاصة بهم يصطدم بفيتو إقليمي تركي ـ إيراني ـ عراقي وهو حلم يستحيل تحقيقه، حتى أكدت وزارة الخارجية السويسرية، أن المكتب الذي افتتحته  الإدارة الذاتية  بجنيف،  لا يعد تمثيلاً رسمياً، ولكنه جمعية ويمكن تأسيسها بدون ترخيص بالمعنى المنصوص عليه في القانون المدني السويسري، مشيرة إلى عدم دعم هذا المسعى.


حول ذلك يقول الأكاديمي والمختص في العلاقات الدولية الدكتور محمد أن سويسرا او غيرها من الدول الأوروبية لن تغامر بمصالحها وبالتركيبة السياسية الدولية المعترف بها منذ عقود طويلة لأجل جماعة قومية كقسد مختلف عليها بين الكثير من الدول، وهي بالتأكيد تعلم بأن افتتاح مكتب تمثيلي لقسد لديها سيعني أزمة دبلوماسية مع دول أخرى أولها تركيا.


فيما تناولت الأوساط الكردية النفي السويسري بسخط كبير، لا سيما بعد حالة من الفرح حرص ناشطون أكراد وموالون لقسد ترويجها على أنها نصر سياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي، ودعا بعض هؤلاء إلى مطالبة الولايات المتحدة بالضغط على دول أوروبية من أجل افتتاح مكاتب تمثيل رسمية لقسد حتى وإن لم يكن هناك نية بالاعتراف بدويلة كردية في سورية وفق رأيهم.


على صعيد آخر تحدثت تقارير عن نقل قائد فصيل رئيس مجلس دير الزور العسكري التابع لقسد  إلى أربيل لتلقي العلاج وبحسب مصادر ان نائبه خليل الوحش قال انه ذهب لاربيل لتركيب قثطرة قلبية في ظل تكتم عن هذا الامر من قبل أعلام قسد، فيما تضاربت الأنباء عن سبب نقله إلى أربيل إن كان الأمر صحياً فعلاً أم ستاراً لاجتماع ولقاءات معينة سيقوم بها المذكور مع مسؤولين أكراد وغربيين بل في معلومات أخرى أتراك، و تعزو مصادر وصفت نفسها بالعليمة إلى اتخاذ العلاج الطبي كستار للسفر، كون أي لقاء بين فصائل منتمية لقسد مع الأتراك برعاية آل البرزاني قد تغضب أنصار قسد الذين قد لا يتفهمون ضرورات السياسة ومن ضمنها الجلوس مع الأعداء وفق تعبيرها.


من جهة أخرى برز تطور لافت في مناطق سيطرة قسد، حيث أكدت المعلومات الواردة من دير الزور والرقة بأن هناك هجرة غير مسبوقة للشبان السوريين من أبناء المحافظات الشرقية فضلاً عن نازحين من درعا نحو تركيا كمحطة أولى قبل انتقالهم إلى البلدان الأوروبية كلاجئين.


حول ذلك رأت مصادر متابعة لملف شرق سورية بأن موجات النزوح تلك والتي على مايبدو أن أنقرة لا تعارضها كونه محطة عبور لا استقرار، قد تكون من ضمن تكتيكات الضغط على البلدان الأوروبية في المرحلة القادمة أي أن هذا السيناريو قد يكون مشابهاً لما حدث مع اللاجئين الذين بقوا على الحدود التركية ـ اليونانية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 4