درعا البلد والمفرق الأخير

إعداد – عبير محمود

2021.08.13 - 04:25
Facebook Share
طباعة

 ما يزال حي درعا البلد ينتظر القرار النهائي بشأن طريقة الحل لفرض الاستقرار والأمان، وسط اشتباكات متفرقة بين القوات السورية والفصائل المسلحة الموجودة بالمدينة عموماً بالتزامن مع الحديث إلى العودة لطاولة المفاوضات صباح اليوم الجمعة.

الوضع على حاله منذ عدة أيام في محيط درعا البلد دون أي تغيير مؤثر سواء من ناحية العمليات العسكرية أو عمليات تأمين مخرج آمن للنازحين الباحثين عن الحياة خارج دوامة الرصاص.

خمسة أيام وأبناء درعا البلد - ممن يريدون السلام – يترقبون إعلان وجهاء المدينة التوصل إلى حل نهائي يبقيهم في منازلهم فلا يضطرون لهجرها لتكون عرضة لأعمال سرقة ونهب كما حدث في مناطق التهمتها نيران الحرب وعمليات السلب قبل سنوات.

القوات السورية تحاول الضغط على المسلحين الرافضين للتسوية لتسليم السلاح والمغادرة نحو الشمال، الضغط يتم عبر توجيه ضربات عسكرية على نقاط تابعة للفصائل في درعا البلد، في وقت يستهدف المسلحون حواجز للجيش السوري  عند اطراف الحي، ليبقى العمل المسلح يخرق المشهد العام بين الحين والحين الآخر.

وجهاء من المدينة في وقت سابق، بأن اجتماعاً تشاورياً جديداً – هو الثاني عشر خلال الشهر الحالي – بدأ صباح اليوم بين ممثلين عن جميع الأطراف بهدف التوصل إلى حل بعد التصعيد الناري الذي شهدته المدينة في الأيام الأخيرة.

اجتماع اليوم ينعقد عقب استبدال ممثل الجانب الروسي عقب خلافات بينه وبين أهالي من درعا، أدت إلى تغييره مبدئياً لمنع حدوث توترات جديدة لا تريدها روسيا باعتبارها الطرف الضامن لأي تسوية في المحافظة الجنوبية.

وانطلاقاً من تغيير ممثلها، عمدت موسكو إلى طرح مبادرة جديدة لإعادة الاستقرار إلى درعا البلد تتقاطع إلى حد كبير مع مطالب السلطة السورية، وأبرز بنودها أن يتم تسليم جميع أنواع الأسلحة إلى الدولة السورية وخروج من لا يرغب بدخول المبادرة إلى مناطق الشمال السوري.

المبادرة التي لم يتم الكشف عن باقي بنودها إلا أنها تؤكد على أن لا خيار أمام الجميع سوى تبني هذه المبادرة باعتبارها من الطرف الضامن، لتكون المبادرة الأخيرة لتجنب العمل العسكري الشامل لفرض الاستقرار بالقوة بعد حوالي شهر ونصف الشهر من المماطلة، وسط نزوح الآلاف من أبناء الحي وتعرضهم لوضع انساني كارثي.

مصادر مطلعة على المبادرة، أكدت لـ"وكالة أنباء آسيا"، جدية الطرف الروسي في التعامل مع المبادرة لتنفيذها على الأرض خلال أيام لا أكثر لتكون بمثابة مفرق الحل السلمي الأخير، في وقت يستمر الجيش السوري بعملياته العسكرية رداً على تجاوزات الفصائل المسلحة بخرف التهدئة ومهاجمة نقاط تابعة للقوات السورية عند مداخل درعا البلد ومحيطها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 2