حزب النهضة التونسي.. تغير في المواقف ومصير مجهول

إعداد - رؤى خضور

2021.08.06 - 03:06
Facebook Share
طباعة

 بعد رد الفعل الذي أظهره حزب النهضة التونسي تجاه الإجراءات الرئاسية الأخيرة، والمتمثل باعتصام خارج مبنى البرلمان، وبعد وصف زعيم النهضة، راشد الغنوشي، تحركات الرئيس مراراً بأنها "انقلاب"، يعود النهضة اليوم عن مواقفه ليقول إن الإجراءات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد فرصة لإعادة البلاد إلى المسار الديمقراطي.

ولا شك أن هذا التراجع في الموقف يرجع في جزء كبير منه إلى شعبية الرئيس والتجمعات العامة الكبيرة التي تحتفل بخطوته في جميع أنحاء البلاد .

دون أن ننسى الخلافات الداخلية داخل النهضة بعد أن طلب بعض كبار الشخصيات من زعيمهم المخضرم التنحي، والذي يواجه وحزبه أكبر أزمة وجودية منذ العام 1989 عندما حظر الرئيس السابق زين عابدين بن علي النهضة وفرار عديد من الأعضاء إلى المنفى أو السجن والتعذيب، الآن مستقبل أكبر حزب في البرلمان معلق مرة أخرى في الهواء.

وبالرغم من أن حركة النهضة كانت جزءاً رئيساً من الحكومات الائتلافية المتعاقبة منذ العام 2011، إلا أنها أصبحت في الأعوام الأخيرة بؤرة غضب التونسيين الساخطين ولومهم الحزب والحكومة التي كان يقودها سابقاً هشام المشيشي على المشاكل السياسية والاقتصادية في تونس.

وفي هذا الصدد، ذكر سفيان عاشور، الناشط المناهض للحكومة، لقناة الجزيرة أن القشة التي قصمت ظهر البعير جاءت في 7 تموز/يوليو بعد أن طلب حزب النهضة، بحسب ما ورد، 3 مليارات دينار (2.2 مليار دولار) كتعويض عن أولئك المسجونين والمعذبين في ظل نظام بن علي، وقال"عندما يموت الناس على أبواب المستشفيات ، وعندما لا يكون لدينا أكسجين للمرضى، وعندما لا يكون لدينا ما يكفي من الأطباء والأطباء يموتون، يأتون ويطلبون 3 مليارات دينار، إنه أمر مخز".

اليوم بعد الأحداث الأخيرة، تحظى خطوة سعيد بحل البرلمان بشعبية واسعة في تونس بالرغم من أن حزب النهضة يحتفظ بقاعدة دعم أساسية قوية، لذا فالبلاد الآن في حالة ترقب تنتظر لترى ما سيحدث خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

 

وقال عضو حزب شباب النهضة محمد عليز لقناة الجزيرة "لم نر خارطة طريق أو خطة"، "لا يوجد وضوح فيما يتعلق بالمشهد السياسي وقد حان الوقت لإظهار خريطة طريق ومحاولة التوصل إلى إجماع حول الخطوات التالية".

وفي الوقت نفسه، فإن حركة النهضة منقسمة واستجابة الحزب للأزمة مترددة وغير ثابتة، يتجلى ذلك في تغير الموقف بعد الاحتجاجات.

وكان من المقرر أن يجتمع مجلس الشورى يوم السبت لكن تأجل عندما احتاج الغنوشي إلى العلاج في المستشفى، وذكر المحلل السياسي والمؤلف أمين السنوسي أن تحالفات النهضة المتغيرة على مر السنين أدت إلى انقسامات داخل الحركة، وقال "سيكون جعل أفرادهم حول الطاولة أولاً هو القضية الكبرى".

وقد دعا بعض أعضاء حزب النهضة الشباب إلى حل السلطة التنفيذية وانتخاب قادة جدد، وفقاً لوكالة الأنباء التونسية، حيث طالب أعضاء الحزب الشباب في عريضة تطالب القيادة بـ "تحمل مسؤولية الإخفاق في تلبية مطالب الشعب التونسي ومناخ التوتر والاضطراب".

ومع ذلك، قال سعيد إن ليس كل أعضاء الحزب من الشباب يؤيدون هذه الطريقة وليس هذا هو الوقت المناسب لتغيير جذري داخل الحزب، وقال "أنا لست معهم، الآن علينا أن نتحد لأن ديمقراطيتنا في خطر. بعد انتهاء هذا ، يمكننا التحدث إلى قادتنا".

يبدو الآن أن الاستراتيجية الرئيسة لحركة النهضة هي تجنب المواجهة والتصعيد والسعي إلى حوار وطني مع جميع الأحزاب السياسية والجهات الفاعلة الرئيسة في المجتمع المدني، وقال السنوسي إن سقوط مكانة النهضة يعني أنها تفتقر إلى النفوذ السياسي للدعوة إلى حوار فعال، وأضاف: "مازال بإمكانهم إسماع صوتهم لكنني لا أعتقد أن الناس سيصغون لهم عندما يتعلق الأمر بمعارضة قيس سعيد".

وأشار السنوسي إلى إن الانتخابات الجديدة لن تكسر الجمود في تونس فحسب، بل ربما تؤدي أيضاً إلى تجديد النهضة مع إفساح الحرس القديم الطريق لجيل جديد، وقال "أعتقد أن السبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو إجراء انتخابات جديدة".

وقال النائب أحمد غعلول إن مخاطر العنف أو فترة القمع الوحشي في تونس قد خففت من حدتها مؤسسات البلاد ولكنها ليست دائمة ومازالت البلاد في حالة فوضى.

ودعا الأحزاب السياسية والمجتمع المدني إلى العمل معًا من أجل استعادة البلاد لتوازنها السياسي والمضي قدمًا.

"نحن بحاجة إلى الخروج من حالة الخوف هذه من أجل البقاء في نطاق السياسة ونحن بحاجة إلى لعب اللعبة السياسية وفقاً لقواعد الديمقراطية والحريات المدنية".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 9