الخلافات الإماراتية - السعودية: استمرار في التصعيد؟

إعداد - رؤى خضور

2021.07.14 - 08:31
Facebook Share
طباعة

 دفع الخلاف العلني بين السعودية والإمارات عديداً من المعلقين والمحللين الخليجيين إلى التشكيك في الجدوى المستقبلية للتحالف بينهما، وربما كان عنوان المقال الذي كتبه كريستيان كوتس أولريتشسن، وهو أكاديمي ومحلل شهير، أفضل توصيف "التحالف السعودي الإماراتي يتصدع".

صحيح أن الجانبين يتبنيان آراء مختلفة بل ويتبعان سياسات مختلفة، على سبيل المثال، الإمارات أقل حرصاً من السعودية على المصالحة مع قطر وأكثر انفتاحاً على تطوير العلاقات مع إسرائيل، كما دعم البلدان مجموعات مختلفة في اليمن وسورية، لكن ذلك لم يضر بالتحالف ، بخلاف موضوع النفط الأخير.

وقد علّقت صحيفة Daily Sabah  في مقال نُشر في 12 تموز/يوليو، أن السياق الجيوسياسي الإقليمي والعالمي الذي يتعين على السعودية والإمارات العمل فيه أصبح معقداً مع تراجع الولايات المتحدة كشريك أمني موثوق للخليج، مقابل سعي الصين وروسيا إلى توسيع مكانتهما العالمية، لذلك يحتاج الجانبان لبعضهما، ولا يمكن لكل منهما العثور على حليف أكثر موثوقية من الآخر، لذلك من المرجح أن يحافظ التحالف على نفسه في المستقبل المنظور.

في حين قالت شخصية سياسية كويتية، على اتصال منتظم مع مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى، بمن فيهم شخصيات بارزة من وكالة المخابرات السعودية "الأزمة بين الإمارات والسعودية أكبر بكثير من أوبك"، وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ TRT World أن الغضب المناهض للإمارات في السعودية يزداد، واستنادا إلى محادثاته مع أحد كبار المسؤولين في وزارة الخارجية السعودية قال "أشياء أكبر قادمة"، وأضاف المصدر أن استمرار تدهور العلاقات السعودية الإماراتية أمر لا مفر منه. 

كما يلفت المصدر الكويتي الانتباه إلى منافسة مهمة بين البلدين الخليجيين على كسب المزيد من النفوذ في العالم الغربي، وقال إن الإمارات لديها "سيطرة أكبر وتأثيرات أكبر" على العالم الغربي، وتطور علاقات مع الصين أفضل من السعوديين. 

ووفقاً للمصدر، فإن وصول الرياض مؤخراً إلى كل من قطر وتركيا، الحليفين الإقليميين، أصبح أيضاً عاملاً لتدهور الأمور بين أبو ظبي والرياض.

ويضيف المصدر أن محمد بن سلمان يريد أيضًا استخدام دول خليجية أخرى مثل الكويت لزيادة النفوذ السعودي في جميع أنحاء المنطقة ضد الإمارات العربية المتحدة ، في إشارة إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها ولي العهد الكويتي
السعودية. 

في المقابل، أطلقت الرياض حملتها السياسية الخاصة في جميع أنحاء العالم الغربي لمنع بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا من تسليح الإمارات، بحسب المصدر. 

ويرى محللون أن الخلافات الأخيرة أثارت شكوكاً حول صحة صداقتهما التي كان قادة البلدين يظهرونها، وأن خلاف أوبك هو نقطة الفصل التي تخبرنا أن البلدين بدآ في التمييز بين مصالح كل منهما، وتشير إلى أن الإمارات تريد أن تمضي في طريقها الخاص، وتقطع "علاقتها المصيرية" مع الرياض، بحسب صحيفة TRT World، ويتوقع المحللون أن يكون الصراع في اليمن هو الأزمة التالية لأوبك، وأن لا شيء قادر على إعادة العلاقة القديمة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 2