الصين.. هل تكون الإمبراطورية التالية لدخول المقبرة الأفغانية؟

إعداد - رؤى خضور

2021.07.12 - 04:32
Facebook Share
طباعة


منذ ورود أنباء إعلان انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، كان السؤال الرئيس الذي طرحه المحللون هو ما إذا كانت بكين ستنظر في توسيع وجودها الأمني في شمال أفغانستان، باعتبار أن الصين تلعب دوراً خاصاً في أفغانستان، الدولة التي تشترك معها في حدود طولها أكثر من 80 كيلومتراً، وبالنسبة لبكين، تعد أفغانستان ممراً جغرافياً إلى آسيا الوسطى وأرضاً خصبة للتهديدات الأمنية المتمثلة بالانفصالية والتطرف الديني والإرهاب، والتي يمكن أن تقلب استقرار المنطقة.

وقد ذكر المحلل إميل أفدالياني، في مقاله لصحيفة Eurasia في 11 تموز/يوليو، أن المسار الأمني ​​الأكثر احتمالاً الذي قد تسلكه بكين هو دمج الجهود مع الدول الإقليمية الأخرى لاحتواء الخلايا الإرهابية والمتطرفة في البلاد، ومن المحتمل أن ترحب روسيا وباكستان بالعمل مع الصين، لأن ذلك سيزيد من أهميتهما الجيوسياسية.  

لا شك أن الصين استفادت من الوجود الأمريكي في المنطقة، والذي كان بمثابة حصن ضد التطرف الإسلامي، وسمح لبكين بنشر مبادرة الحزام والطريق إلى مقاطعة بلوشستان جنوب غرب باكستان وآسيا الوسطى. 

من ناحية أخرى، تشعر الصين أيضاً أن الانسحاب الأمريكي قد يكون له تأثيرات بعيدة المدى على التنافس العالمي الناشئ بين الولايات المتحدة والصين، إذ مع تراجع الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط والخروج من أفغانستان، سيكون لدى واشنطن الآن مزيداً من الوقت والموارد لتكريسها للمنافسة مع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. 

علاوة على ذلك، تخشى بكين من أن هذا قد يدفع جهود الصين إلى المعضلة الأفغانية، وبالتالي يخدم هدفاً أمريكياً رئيساً، وهو تشتيت انتباه الصين عن بحر الصين الجنوبي والشرقي. 

لكن بالرغم من تلك المخاوف، فإن الانسحاب الأمريكي يقدم للصين بعض الفوائد، من حيث وسيع وجودها الاقتصادي، واستخدام أفغانستان كأرض اختبار لتعزيز تدابير بناء السلام والأمن البديلة لتسوية الصراع. 

ويعتقد أفدالياني أن الصين ستواجه حتماً تحدياً خطيراً بعد مغادرة القوات الأمريكية لأفغانستان، يتمثل في رد فعل أمني محتمل في آسيا الوسطى وشينجيانغ، ومع ذلك، فمن المحتمل أيضاً أن ترى فوائد بعيدة المدى يجب أن تنتهزها.

وفي السياق ذاته، كتب تشانغ جيادونغ من جامعة فودان مقالاً في جلوبال تايمز التابعة للحزب الشيوعي، في 6 تموز/يوليو حمل عنوان  "لن تقع الصين في الفخ الأفغاني كما القوى الأخرى"

قال فيه "مقارنة بالقوى الأخرى، تتمتع الصين بالقدرة على الانخراط في الشؤون الأفغانية دون التورط فيها".

في حين يرى جوردون جي تشانغ، في مقال نشره موقع The Hill في 8 تموز/يوليو، أن انحياز الصين إلى جانب طالبان سيتسبب في حدوث مشكلات لبكين مع الولايات المتحدة، لا سيما بعد أن ألقى وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، باللوم على واشنطن باعتبارها أصل المشاكل في أفغانستان.

وقال مايكل كوجلمان، من مركز ويلسون لصحيفة ديلي بيست "إن طالبان ليست التحدي الوحيد الذي يجب التغلب عليه".

لذلك، يعتقد جي تشانغ، أن القادة الصينيين معرضون لارتكاب الأخطاء في السعي إلى الانخراط العميق في أفغانستان، وحتى الآن، لم تتمكن أي "إمبراطورية" من ترويض ذلك "البلد"، أو جلبه إلى المجتمع الدولي، ويكاد يكون من المؤكد أن الصين ستفشل في "المقبرة"، حسب رأي الكاتب.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 3