السفيرة الفرنسية "توبخ" حسان دياب وتغضب اللبنانيين

اعداد رامي عازار

2021.07.09 - 10:32
Facebook Share
طباعة

تفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بعد أن "وبخت" السفيرة الفرنسية في بيروت رئيس حكومة تصريف الأعمال في السراي الحكومي، ثم توجهت مع نظيرتها الأمريكية للبحث عن حل للأزمة اللبنانية في الرياض، تاركة وراءها جدلا حول السيادة اللبنانية على البلد الذي يصارع أهله من أجل البقاء.
التحرك الفرنسي الأمريكي أثار جدلا كبيرا.
وكما قوبل بانتقادات، فقد وضع أيضا الحكومة اللبنانية تحت دائرة الاتهام.
اعتبر منتقدو الخطوة الأمريكية الفرنسية أن مناقشة السفيرتين للأوضاع الداخلية اللبنانية مع السعودية "متجاوزين" السلطات اللبنانية يعد "تدخلا سافرا".
ووصفه البعض بالعودة إلى "زمن الوصاية والانتداب".
قبل أن تدخل السفيرة الأمريكية المشهد كان اسم السفيرة الفرنسية "آن غريو" متصدرا تويتر في لبنان، بعد "توبيخها" رئيس حكومة تصريف الأعمال في بث مباشر من سراي الحكومة، قطع عندما اشتد الانتقاد.
وكان دياب يتحدث عن الوضع في لبنان، الذي يشارف على "الزوال".
وطلب العون قائلا: "أناشد عبركم الملوك والأمراء والرؤساء والقادة في الدول الشقيقة والصديقة وأدعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى المساعدة في إنقاذ اللبنانيين من الموت ومنع زوال لبنان".
فردت السفيرة: "هذا الانهيار هو النتيجة المتعمدة لسوء إدارة وتقاعس منذ سنوات. ليس نتيجة حصار خارجي. هو نتيجة تتحملون مسؤوليتها جميعا ... وكل الطبقة السياسية ... وهذه هي الحقيقة".
وقالت إنه "كان بإمكانهم، وإن كانوا حكومة تصريف أعمال، تفعيل قرض البنك الدولي".
قطع البث عن المؤتمر أثناء إلقاء السفيرة كلمتها ولم تبث كلمات باقي السفراء.
ناشطون ممن يحمل مسؤولية الفشل لذياب وحكومته، عبروا عن رفضهم لكلام غريو وأسلوبها الذي رأوا أنه "خرج عن إطار الدبلوماسية" ولا يتوقع من سفيرة.
وكثير من اللبنانيين أزعجهم رد السفيرة واعتبروه "إهانة لكرامة لبنان واللبنانيين"، ووصفوا أسلوبها "بالوقح" و"الفج".
وعلق على انزعاجهم آخرون بالقول إن الحديث عن كرامة اللبنانيين في هذا المقام "في غير محله"، و"أولى به أن يرتبط بما يعانيه اللبنانيون بشكل يومي".
وبعيدا عن ما أثاره "توبيخ" سفيرة فرنسا لرئيس حكومة بلد، لم يعد تحت الاحتلال الفرنسي منذ سنين، في نفوس اللبنانيين، رأى مغردون آخرون في موقف السفيرة "نفاقا".
وقالوا إن "حكومتها دعمت حكام لبنان منذ سنوات وهي على علم بكل ما يحدث".
ومنهم من اعتبر أن حديث السفيرة منقوص، وإنه "تغاضى عن مسؤولية بلدها في ما يحدث في لبنان".
وهم يرون أن "سوء الإدارة" ليس وحده المتسبب في الأزمة اللبنانية وإنما "الحصار الخارجي".
وفي وسط كل هذه التجاذبات يعجز كثير من اللبنانيون اليوم عن توفير ضروريات الحياة في بلد يشارف وضعه الاقتصادي على الانهيار، ضمن أزمة وصفها صندوق النقد الدولي بأسوأ أزمة على مستوى العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 2