السعودية.. لماذا ستترك واشنطن محمد بن سلمان في السلطة

إعداد - رؤى خضور

2021.07.08 - 09:38
Facebook Share
طباعة

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال للمرة الأولى الأسبوع الماضي عن أعلى زيارة قام بها أحد أفراد العائلة المالكة السعودية، الأمير خالد بن سلمان شقيق ولي العهد، منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي بوحشية على يد عملاء سعوديين في إسطنبول في العام 2018.

ويبدو أن هذه الزيارة طرحت شكوكاً حول نية إدارة جو بايدن بطوي الصفحة المتعلقة بدور الحكومة السعودية في مقتل الصحافي في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي، بالرغم من وعود بايدن الانتخابية كمرشح رئاسي بمحاسبة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على جريمة القتل.

وكان قد خلُص تقرير للمخابرات الأمريكية في شباط/فبراير إلى أن ولي العهد وشقيقه الأكبر الأمير خالد أذنا بالاغتيال، وتشير المعلومات الجديدة إلى أن قتلة خاشقجي تلقوا تدريبات شبه عسكرية في الولايات المتحدة وحصلوا على السم المستخدم في تخدير الصحافي من مسؤولين مصريين في القاهرة، إلا أن هذا الملف لم يُغلق بعد.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، في وقت سابق الثلاثاء إن موضوع مقتل خاشقجي من المرجح أن يناقش خلال الاجتماعات، في حين لم يكشف المسؤولون الأمريكيون بعد ما هي التطورات الجديدة، التي جاءت من زيارة الأمير خالد.

وذكر بيان صحافي للبيت الأبيض مساء الثلاثاء أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان "شدد على أهمية النهوض بحقوق الإنسان في المملكة"، وفقاً لوكالة رويترز.

وتأتي زيارة الأمير خالد في الوقت الذي تحرك فيه البنتاغون لسحب عديد من أنظمة الدفاع الجوي ووحدة دفاع صاروخي باليستي من السعودية خلال الشهور الأخيرة. روّج قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط ، الجنرال كينيث ماكنزي ، بإحراز تقدم في فبراير في مساعدة الرياض على تعزيز دفاعاتها الجوية.

لكن بالرغم من وصف بايدن للسعودية بأنها دولة "منبوذة" خلال حملته، إلا أن إدارته تواصل النظر إلى القوة الاقتصادية للرياض على أنها ركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط .

وفي هذا السياق، كتبت مضاوي الرشيد في صحيفة Middle East Eye مقالاً نُشر في 2 تموز/يوليو، ذكرت فيه أن بايدن ومستشاروه مازالوا صامتين بشأن مستقبل ولي العهد السعودي، لكن وسائل الإعلام ومراكز الفكر الأمريكية تروج لخصمه، ولي العهد السابق محمد بن نايف، الذي وُضع قيد الإقامة الجبرية وتعرض لمعاملة سيئة، وأن مسؤولين سابقين في وكالة المخابرات المركزية يريدون عودة شريكهم إلى مقعد القيادة في الرياض.

وطرحت الرشيد في مقالها تساؤلاً كيف يمكن لواشنطن أن تتجاهل أميرها المخلص، الذي كان صديق وكالة المخابرات المركزية، وتتركه الآن عاجزاً دون أن تضغط من أجل إطلاق سراحه، ناهيك عن إعادة تأهيله، كرجل لها في الرياض.

وأضافت الكاتبة، على بايدن مقاومة الدعوات لإعادة الأمير المخلوع، الذي لم يتوقف أبدًا عن استخدام العنف ضد النشطاء السلميين وتقديمهم للمحاكمة في محاكم الإرهاب التي أنشأها. استخدم محمد بن نايف ذريعة الحرب على الإرهاب لنشر الخوف والتعذيب. ومن أشهر ضحاياه مؤسسو جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية - نشطاء مثل عبد الله الحامد الذي توفي في السجن وسليمان الرشودي . الناشط وليد أبو الخير لا يزال في السجن مع كثيرين آخرين.

وبحسب الكاتبة، فإن بايدن لديه سجل جيد في الضغط على ولي العهد لتلطيف سياساته الخارجية المشبوهة، ومن السهل على بايدن إجباره على السعي لتحقيق المصالحة مع قطر، وعرض معاهدة سلام على أنصار الله في اليمن، والتقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أما عندما يتعلق الأمر بالإصلاحات السياسية، فإن الولايات المتحدة الصامتة ليست مستعدة أو قادرة على رؤية مزايا تعزيز عملية ستقود المملكة على طريق الديمقراطية، وفي الوقت الحالي، مصالح الولايات المتحدة تصب مع مصالح ولي العهد، فبالتأكيد لن تهز القارب. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4