بوتين قد يربك خطط بايدن لما بعد أفغانستان

إعداد - رؤى خضور

2021.07.07 - 06:21
Facebook Share
طباعة

 قال دبلوماسي روسي كبير يوم الأربعاء إن روسيا مستعدة لتفعيل قاعدة عسكرية في طاجيكستان السوفيتية السابقة ضد تقدم قوات طالبان على حدودها الجنوبية مع إنهاء القوات الأمريكية انسحابها من أفغانستان المجاورة، وذلك على خلفية فرار أكثر من 1000 جندي من القوات الحكومية الأفغانية شمالاً إلى طاجيكستان هذا الأسبوع، وفقاً لموقع The Moscow Times.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "سنفعل كل شيء بما في ذلك استخدام قدرات القاعدة العسكرية الروسية على حدود طاجيكستان مع أفغانستان لمنع أي تجاوزات عدوانية ضد حلفائنا".

ونقلت وكالة تاس عنه قوله "إن الوضع يتدهور بسرعة، بما في ذلك في سياق الانسحاب المتسرع للقوات الأمريكية وقوات الناتو الأخرى، الذين لم يحققوا على مدى عقود من بقائهم في هذا البلد نتائج ملموسة من حيث استقرار الوضع هناك".

في مقابل ذلك، قد تحتاج الولايات المتحدة إلى مساعدة عدوها القديم، روسيا، في تخليص نفسها من أطول حرب خاضتها، فقد قامت إدارة جو بايدن في الأسابيع الأخيرة بإشراك حكومات آسيا الوسطى على أمل استخدام دولة أو أكثر كقواعد بعد اكتمال الانسحاب. 

لكن مسؤولين وخبراء أمريكيين يقولون إن موسكو قد تستخدم نفوذها الاقتصادي والعسكري الكبير في المنطقة للتشويش على تلك الخطط.

وحتى يوم الثلاثاء، أكمل الجيش الأمريكي 90% من الانسحاب، وفقًا للقيادة المركزية الأمريكية، وقد استخدم الجيش الأمريكي، خلال وجوده في أفغانستان، قاعدتين في كل من أوزبكستان وقرغيزستان تم إغلاقهما لاحقاً وسط ضغوط من قبل الكرملين، الذي ينظر بعدم ارتياح للوجود الأمريكي في المنطقة.

لذلك فإن احتمال إبرام اتفاق مع إحدى دول آسيا الوسطى الآن غير مرجح بالنظر إلى الحالة المتوترة للعلاقة بين واشنطن وموسكو، والتي هي في أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، خصوصاً أن هذه الدول تعتمد على روسيا، وإلى حد ما الصين، في الصادرات وكذلك المعدات العسكرية والتدريب، ويقول الخبراء إن دول الجمهورية السوفيتية السابقة تحتاج إلى موافقة ضمنية من موسكو لنشر القوات الأمريكية على أراضيها، وفقاً لموقع Politico.

وقال الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، الذي قاد القوات في أفغانستان في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما "تعتبر روسيا منطقة دول آسيا الوسطى منطقة نفوذها، ولا ترحب بالآخرين في تلك المناطق، لا سيما الولايات المتحدة". 

في حين قال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، إنه حتى بدون الوجود في آسيا الوسطى، فإن الولايات المتحدة قادرة على مساعدة الجيش الأفغاني، في إشارة إلى القواعد وسفن البحرية الأمريكية في الخليج، وقال لموقع بوليتيكو "لا توجد قطعة أرض لا يمكننا ضربها إذا رغبنا في ذلك".

وقال تيمور أومروف، مستشار أبحاث في مركز كارنيجي في موسكو، إن لدى روسيا والصين اليوم كل الأسباب لعرقلة أي تحرك لنشر القوات الأمريكية في طاجيكستان، أو أي دولة أخرى في آسيا الوسطى، وقال إن روسيا، على وجه الخصوص، ترى جهود الولايات المتحدة في أفغانستان وسيلة أخرى لتقويض نفوذ موسكو، وفي المقابل فإن "آسيا الوسطى لن تخاطر بعلاقاتها طويلة الأمد مع روسيا والصين لمساعدة الولايات المتحدة".

في حين قال كل من جيفري مانكوف، زميل في جامعة الدفاع الوطني، وسايروس نيولين، زميل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في حديث لـ War on the Rocks، إنه حتى إن كانت كل من روسيا والصين تريان خطراً على الاستقرار الإقليمي من انسحاب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، فإنهما تريان أيضاً "فرصاً للاستفادة من الفراغ الأمني ​​ووضع نفسيهما كوسطاء قوة إقليمية".

ومع محدودية خيارات الولايات المتحدة في الدول الآسيوية التي يمكنها نشر قواتها فيها، فإن أوزبكستان، بحسب الخبراء، هي أكثر الدول الواعدة في جدول الاحتمالات، فهي أقل اعتماداً على روسيا والصين اقتصادياً من الدول الأخرى، وهي ليست طرفاً في معاهدة الأمن الجماعي، ولا تستضيف أية قواعد عسكرية أجنبية.

علاوة على ذلك، أعاد الرئيس، شوكت ميرزيوييف، إحياء العلاقات مع الولايات المتحدة ، بل وزار واشنطن مؤخراً، إضافة إلى أن أوزبكستان لديها أيضاً تاريخ في إيواء القوات الأمريكية.

لكن عمروف قال إن احتمال استضافة القوات الأمريكية في أوزبكستان بعد الانسحاب سيقابل على الأرجح بمقاومة شديدة من كل من موسكو وبكين، وكذلك من المجتمع الأوزبكي، الذي ينظر بشكل سلبي إلى أي تدخل في الصراع الأفغاني، كما تتطلب أية اتفاقية تتعلق بإنشاء قاعدة أمريكية تغيير القانون الأوزبكي، وقال إنه وفقاً للنظام الأساسي الحالي، لا يمكن لأوزبكستان استضافة أية قاعدة عسكرية أجنبية على أراضيها.

وترى صحيفة بوليتيكو أن واشنطن قد تستفيد من تخفيف العقوبات على أوزبكستان والاعتراف الدولي في مقابل صفقة، على سبيل المثال مساعدة أوزبكستان على تحقيق هدفها المتمثل في أن تصبح جزءاً من منظمة التجارة العالمية.

بشكل عام، فإن الطريقة الوحيدة لإدارة جو بايدن لإبرام صفقة لقاعدة للقوات الأمريكية في إحدى دول آسيا الوسطى هي أن تثبت لهم أن الفوائد المالية والسياسية لهذا التعاون ستفوق الخسائر الحتمية التي تكبدتها دول آسيا الوسطى، وستستمر حتماً نتيجة لاستنكار روسيا وبكين.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 7