حرب اليمن.. أدوار متضاربة لبريطانيا

إعداد - رؤى خضور

2021.07.06 - 07:58
Facebook Share
طباعة

 نشر موقع Declassified UK في الشهر الماضي تفاصيل اجتماع سري بين مدير شركة أسلحة كبرى ووزيري الدفاع والخارجية البريطانيين في كانون الثاني/يناير 2016، خلال ذروة القصف السعودي في اليمن. 

لكن لا يوجد سجل رسمي على ما يبدو لما تمت مناقشته في الاجتماع، الذي حضره وزير مشتريات الدفاع آنذاك فيليب دن ووزير الخارجية آنذاك توبياس إلوود، وفقاً لـ Declassified.

منذ إعلان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، حربه على اليمن في آذار/مارس 2015 أعلنت المملكة المتحدة دعمها على لسان وزير خارجيتها آنذاك، فيليب هاموند، "سندعم السعوديين بكل الطرق العملية باستثناء الانخراط في القتال".

وبالرغم من وجود أدلة كثيرة على جرائم الحرب التي ارتكبت منذ ذلك الحين، كانت بريطانيا في طليعة من قدم الحماية الدبلوماسية للسعوديين، ما عرقل مبادرة كندية هولندية لإجراء تحقيق مستقل في جرائم الحرب من قبل جميع الأطراف، وفقاً لما أوردته وكالة Reuters.

ومن الجدير بالذكر أن الاجتماع لم يكن ليخرج إلى النور أبداً لولا نشر يوميات آلان دنكان، الوزير المحافظ السابق الذي استقال في الانتخابات الأخيرة هذا العام، وقال دنكان إن الاجتماع نظمته "اللجنة الاستشارية الخليجية" بوزارة الدفاع لمناقشة أسعار النفط والزيارات المستقبلية للسعودية من قبل رئيس الوزراء آنذاك ديفيد كاميرون وآخرين.

تواصل الحكومة البريطانية اليوم تصدير الأسلحة ودعم السعودية بالرغم من التحركات الأولى التي اتخذها الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد تنصيبه من وقف مبيعات جميع الأسلحة للرياض.

في غضون ذلك، تستمر الحرب مسببة بؤساً لا يوصف، ومع المعدل المتصاعد لسوء التغذية الحاد في خضم وباء عالمي، فإن توقعات الأمم المتحدة للعام 2021 لليمن خطيرة، أكثر من 400000 طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الموت جوعاً، بينما من المتوقع أن يواجه 1.2 مليون امرأة حامل ومرضع و 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة سوء تغذية حاد. 

وقد أعلنت بريطانيا أنها ستخفض المساعدات الإنسانية لليمن لأكثر من النصف، بينما تستمر مبيعات الأسلحة بمليارات الجنيهات، اتهمت منظمة أوكسفام مؤخراً الحكومة البريطانية بإطالة حرب اليمن من خلال السماح بتصدير معدات إعادة التزود بالوقود جواً والتي يمكن استخدامها لمساعدة السعوديين في إجراء قصف عشوائي، وفقاً لموقع The Hill.

وفي هذا السياق، نشر موقع Middle East Eye مقالاً تحليلياً يرى فيه كاتبه، بيتر أوبورن، أن أحد الأسباب القوية التي جعلت بريطانيا، التي تتفاخر باستمرار بدعمها لحقوق الإنسان، مستعدة للحفاظ على مثل هذا الضرر لمصداقيتها الدولية من خلال دعمها غير المشروط للسعودية في هذا الصراع الدامي، هو مبيعات الأسلحة، وهناك أدلة جديدة على مدى ارتباط تجار الأسلحة الوثيق بالآلة الدبلوماسية العسكرية البريطانية فيما يتعلق باليمن.

وأضاف أوبورن أن بريطانيا لديها تضارب كبير في سياستها الخارجية تجاه اليمن، فهي من ناحية تستفيد من الحرب من خلال تجارة الأسلحة، ومن ناحية أخرى، تلعب دوراً مركزياً للأمم المتحدة في دفع عملية السلام.

وبحسب الكاتب، إذا كان المجتمع الدولي يريد حقاً السلام في اليمن، فقد حان الوقت لإرسال رسالة إلى بريطانيا، إما التوقف عن بيع الأسلحة للسعوديين، أو التخلي عن دور "صانع السلام" لليمن، فالجمع بين الاثنين أمر غير أخلاقي وخيانة لكل ما تدعي بريطانيا أنها تمثله على المسرح الدولي.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 10