المواجهة البحرية بين روسيا والمملكة المتحدة.. بداية لتحديات قادمة؟

إعداد- رؤى خضور

2021.07.05 - 12:18
Facebook Share
طباعة

 

 
أثارت المواجهات العسكرية الأخيرة بين روسيا والمملكة المتحدة في البحر الأسود مخاوف من تصعيد عنيف مفاجئ يجر الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا إلى حرب عالمية ثالثة، في الوقت الذي يرفض فيه كل من الناتو والقوات الروسية تغيير المسار في البحر.
ففي الأسابيع الأخيرة، تصدت القوات الروسية لسفن بريطانية وهولندية تبحر بالقرب من المياه الإقليمية لشبه جزيرة القرم، وهي منطقة ضمتها موسكو عام 2014 وتعتبرها روسية، في حين لم يقبل حلفاء الناتو الضم مطلقاً.
وأوضح مارك سيماكوفسكي، الزميل البارز غير المقيم في المجلس الأطلسي الذي عمل سابقاً كمدير قطري لروسيا ورئيس قسم أوروبا/ الناتو، أن البحر الأسود هو أحد العوامل التي "تخلق احتمال حدوث انفجار في التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا"، وفقاً لصحيفة Newsweek.
وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي للصحيفة إن دول الحلف لن تغير عملياتها في البحر الأسود بالرغم من احتجاجات روسيا، التي
رأت في التدريبات البحرية الأخيرة التي قامت بها الولايات المتحدة وأوكرانيا في البحر الأسود استفزازاً واضحاً.
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح مؤخراً إنه لا يعتقد أن الحرب العالمية الثالثة ستقع، وأن المملكة المتحدة والولايات المتحدة "لن تفوزا" في حال وقوعها، واتهمهما بالتآمر معاً، وقال بوتين في برنامج اتصال "حتى لو أغرقنا السفينة، فمن الصعب أن نتخيل أن العالم كان على وشك الحرب العالمية الثالثة لأن أولئك الذين يفعلون ذلك الاستفزاز يعرفون أنهم لا يمكن أن يخرجوا منتصرين في مثل هذه الحرب"، وفقاً لما أوردته رويترز.
وفي مقال لجيمس ستافريديس، نشره موقع Bloomberg، ذكر فيه أن جذر النزاع في البحر الأسود يكمن في أن المملكة المتحدة (وبقية حلف الناتو) تدعم موقف أوكرانيا القائل بأن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم كان انتهاكاً للقانون الدولي، وتواصل بريطانيا الاعتراف بالبحار الإقليمية قبالة شبه جزيرة القرم على أنها تابعة لأوكرانيا.
يقع هذا في قلب "لعبة خطيرة" ناشئة في البحر، كما لو أنها نسخة حديثة من ألعاب الحرب القصيرة بين الإمبراطوريتين البريطانية والروسية في القرن التاسع عشر.
وفي سؤال الكاتب لعديد من كبار الضباط البحريين (من الولايات المتحدة وبريطانيا) عن حادث البحر الأسود والإجراءات الأمريكية المماثلة في بحر الصين الجنوبي حول الجزر الاصطناعية العسكرية التي بنتها بكين، كان الإجماع على أننا سنشهد مزيداً من هذه التحديات بين الحلفاء الغربيين وتحالف الصين وروسيا.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 3