في سياق إعلان الولايات المتحدة انسحاب قواتها من المملكة العربية السعودية وأفغانستان، دق بعض المتخصصين في السياسة الخارجية ناقوس الخطر حول هذا الانسحاب واعتبره البعض فشلاً للولايات المتحدة، حسب وكالة (Deutsche Welle (DW الألمانية.

ويوضح أحد التقارير الأخيرة التي نشرها المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث بارز في واشنطن، المخاطر حول ذلك مثل شعور حلفاء الولايات المتحدة بالتخلي عنهم، ولن تكون الولايات المتحدة قادرة على حماية مصالحها الاستراتيجية، وسوف تملأ الصين الفراغ.

لكن الكاتب جيف لامير يجادل ويرد على التقرير في مقال نشره موقع The Hill في 1 تموز/يوليو، ففي الوقت الذي انتقد فيه التقرير احتمال عدم قدرة الولايات المتحدة على السعي وراء (تعزيز حقوق الإنسان)، رد لامير بأن في ذلك مبالغة في النفوذ الذي يوفره الوجود العسكري الأمريكي، إذ إن تعزيز حقوق الإنسان ليس من وظائف القوة العسكرية الأمريكية، بل إن التدخل العسكري يقوض قدرة واشنطن على تعزيز القيم الأمريكية في المنطقة.

ويدعي التقرير أهمية الوجود العسكري الأمريكي لحماية التجارة، وخاصة النفط، لكن في الحقيقة فشل الوجود العسكري الأمريكي في ردع الهجمات على ناقلات النفط، لم تكن هذه دالة على مدى قوة الوجود العسكري الأمريكي، وكان الابتعاد عن الدبلوماسية هو الذي عرّض تدفقات النفط للخطر.

ويقدم التقرير تنبؤات حول كيفية تحول الأمن الإقليمي بعد مغادرة الولايات المتحدة، محذراً من أن الدول الشريكة ستضع ترتيبات بديلة لتلبية احتياجاتها الأمنية.

وفي هذا الصدد اعتبر لامير أن الولايات المتحدة قد ثبطت الدبلوماسية الإقليمية بسبب دعمها للسعودية في المنطقة وفي الحرب بالوكالة.

وعندما تحولت سياسة الولايات المتحدة تجاه السعودية نحو الحياد في عهد الرئيس جو بايدن، رد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتقديم مبادرات دبلوماسية مع القوى الإقليمية في المنطقة.

ويجمع التقرير أيضاً بين تقليص الوجود العسكري الأمريكي والتنازل عن المنطقة للصين، بالرغم من أنه يعترف بأن المصلحة الأساسية للصين هي مصلحة تجارية، لكن لامير يرى أن الحضور الاقتصادي للولايات المتحدة في المنطقة لا يتطلب وجوداً عسكرياً، وإذا تبنت الصين دوراً عسكرياً في المنطقة، فستتكبد التكاليف ذاتها التي تتحملها الولايات المتحدة حالياً.