الولايات المتحدة في حرب باردة جديدة

إعداد - رؤى خضور

2021.06.29 - 07:25
Facebook Share
طباعة

ركزت إدارة جو بايدن على المنافسة الأيديولوجية مع الصين أكثر من سابقتها، لكن بكين ليس لديها نية للتنافس مع واشنطن على تلك الجبهة، وفقاً لخبير بارز في السياسة الخارجية للصين، والذي قال أيضاً إنه "من المستحيل" بالنسبة للصين العودة إلى السياسة الخارجية غير البارزة في التسعينيات من القرن الماضي، حيث كانت بعيدة عن الأضواء، وفقاً لموقع South China Morning Post.

ويرى ستيفن كولينسون، في مقال له نشرته وكالة CNN في 27 حزيران/يونيو، أن صنع السياسات في واشنطن والحملات السياسية الأمريكية الحالية، من الاقتصاد إلى البنية التحتية ومن تحسين الدفاع لشبكة الأمان الاجتماعي، يتم صياغتها من خلال عدسة المواجهة الحتمية مع الصين، ولذلك من الصعب القول بأن تشبيه الحرب الباردة لم يعد صحيحاً.

في حين قال السناتور الأمريكي بيرني ساندرز هذا الشهر إنه "أمر خطير" بالنسبة للمؤسسة السياسية في واشنطن أن تشعل حرباً باردة جديدة مع الصين، وهو اتجاه يهدد بمصالح البلدين إلى جانب التعاون الذي يحتاجه العالم بشدة، وفقاً لصحيفة Daily China.

كما قال "إن الدفع المتزايد من الحزبين من أجل المواجهة مع الصين سيعيق أهداف الولايات المتحدة في الأمن والازدهار، وسيؤدي ذلك أيضاً إلى صرف الانتباه عن المصالح المشتركة بين البلدين في مكافحة التهديدات الوجودية الحقيقية مثل تغير المناخ والأوبئة والدمار الذي قد تجلبه حرب نووية".

وأضاف "بعد ما يقرب من عقدين و 6 تريليونات دولار، أصبح من الواضح أن الوحدة الوطنية تم استغلالها لشن سلسلة من الحروب التي لا نهاية لها، والتي أثبتت أنها باهظة التكلفة من الناحية الإنسانية والاقتصادية والاستراتيجية، والتي أدت إلى ظهور كراهية الأجانب والتعصب الأعمى في السياسة الأمريكية".

كذلك اعتبر الكاتب توم إنجلهاردت في مقاله لموقع The Nation، أن الاتفاقية الجديدة بين الولايات المتحدة وتايوان، هي تحدٍ واضح للقوة الصاعدة في العالم، فيما أصبح أكثر من أي وقت مضى مواجهة في المعادل البحري، وهو جزء من حرب باردة جديدة ناشئة بين البلدين.

في المقابل، كتب تشو فنغ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نانجينغ، في صحيفة Global Times، أن إدارة بايدن وعدت ذات مرة بأنها لا تريد حرباً باردة جديدة، لكن النهج الأساسي للولايات المتحدة للتعامل مع العلاقات الصينية الأمريكية اليوم قد كشف عقلية الحرب الباردة التي لا تهدأ، وفي رحلته الأخيرة إلى أوروبا، في كل من قمتي مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي والناتو، صوّر بايدن للعالم المواجهة على أنها صراع بين ليبرالية الكتلة الديمقراطية الغربية وما يسمى "باستبداد الصين وروسيا"، وفقاً للصحيفة.

وأضاف الكاتب أنه مع وصول العلاقات الصينية الأمريكية إلى هذا المستوى، فإن منارة الديمقراطية التي نصبت نفسها بنفسها والتي تباهت بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، علمت الشعب الصيني والعالم بأسره درساً حياً في مواجهة الموقف الأمريكي، لذلك من المهم أن تسير الصين في طريق ثابت والتحلي بحكمة استراتيجية.

ويبدو أن الرئيس بايدن لا يستطيع الظهور في أي مكان أو التحدث إلى أي منبر دون ذكر الصين، وقد فعل ذلك الأسبوع الماضي في مقابلة مع ديفيد بروكس عندما قال لصحيفة نيويورك تايمز "نحن نوعاً ما في مكان ينظر فيه بقية العالم إلى الصين"
وفي الأسبوع ذاته، وخلال إلقاء كلمة أمام خفر السواحل، تطرق إلى حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي قائلاً "عندما تحاول الدول التلاعب بالنظام أو ترجيح القواعد لصالحها، فإن ذلك يؤدي إلى اختلال التوازن في كل شيء، وهذا هو سبب إصرارنا الشديد على أن تظل هذه المناطق من العالم التي هي شرايين التجارة والشحن مسالمة، أي في بحر الصين الجنوبي، والخليج العربي، والقطب الشمالي" 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 9