الحيلة للقضاء على الجوع ... سوريات يحولون الطبخة الواحدة إلى طبخات

وكالة أنباء آسيا - نور ملحم

2021.06.28 - 09:29
Facebook Share
طباعة

 
“من قلة الحيلة كل طبخة الها تدبيرة”، هو المثل الشعبي الذي تردده الخالة أم اسامة عند البدء بتحضير وجبة الغداء لعائلتها المكونة من 5 أشخاص . 
تقول الستينية لوكالة أنباء أسيا  “الحاجة أم الاختراع“، قاعدة تصح حتى في الطبخ، ضاربة المثل في تحويل وجبة “المحاشي” إلى 3 وجبات أخرى هو “اختراع وحنكة وكفاح” في مواجهة الجوع والفقر .
وتكمل حديثها قررنا إعداد طبخة “محاشي”، وكلفتنا دون أن نضيف لها اللحمة، ما يقارب 15 ألف ليرة سورية، وتناولنا هذه الوجبة على يومين، ولكنني لم أستغن عن لب الباذنجان والكوسا بعد حفرهما، بل قمت بصناعة وجبة أخرى بعد قليهم بالزيت في اليوم الثالث إضفت لهم البصل والبندوة.
تضيف أم اسامة وهي تضحك “إلى هنا لم تنته حيلي، لأنني خزنت من “مرقة المحاشي” في الثلاجة، لأعد منها وجبة جديدة في اليوم الرابع وهي “البرغل ببندورة”، والتي ستكفينا لمدة يومين أيضًا. 
سوء الحال الاقتصادي والفقر، يختصر حال مطابخ الأمهات السوريات، اللواتي غيرن من أسلوب طبخهن، بسبب غلاء الأسعار الشديد هذه الأيام .
حيث تلجأ أغلب النساء السوريات إلى تحويل “الطبخة” إلى عدة “طبخات” تكفي لأيام، بعد تغيير مكوناتها بشكل ذكي، وصناعة وجبة أخرى دون أن تتكلف المزيد من المال لتحضيرها .
فبعد اشتداد سوء الظروف الاقتصادية، فقدت المطابخ السورية عدد كبير من المأكولات والمستلزمات، وصارت تكلفة إعداد أي وجبة ل 5 أشخاص بقيمة نصف راتب الموظف الحكومي تقريبًا بحسب كلام الخالة . 
اشتهر المطبخ السوري، بنوعية مأكولاته وتحديدًا التي تحتوي على اللحم، “كالكباب الحلبية والكبة المقلية والشيشبرك والشاكرية والمليحية والمنسف وغيرها الكثير”، لكن غلاء أسعار المواد الغذائية واللحمة تحديدًا، حول تواجد هذه الأطعمة من موائد السوريين إلى ذكرياتهم فقط وأحلامهم .
ورافق مغادرة اللحومات للمطبخ السوري العديد من الأصناف، كـ”السمن العربي”، والجبن بكافة أنواعه، وعدد كبير من المعلبات والزيوت، بالإضافة إلى بعض أنواع البهار، حيث اقتصر الاستخدام على الفلفل والملح فقط .
كما أن الفواكه والخضار لم تعد بمتناول يد الجميع، وخاصة في بداية موسمها، كون أسعارها تصل إلى مبالغ خيالية بالسنبة لدخل الموظف السوري .
وتشهد الأسواق السورية موجة غلاء شديدة، بعد التقلبات التي حدثت بسعر صرف الليرة أمام الدولار، ويتوقع خبراء اقتصاديون أن يصل سعر الصرف خلال الفترة القادمة إلى أكثر من السعر الرائج في السوق الرسمية، وهو ما قد يتسبب بمجاعة حقيقية، تضم بآثارها “الخبز” إلى قافلة الأطعمة الراحلة !
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 6