اجتماع بايدن وأردوغان.. الحفاظ على علاقة غير ودية

إعداد- رؤى خضور

2021.06.25 - 11:16
Facebook Share
طباعة

 
يبدو أن الاجتماع الذي طال انتظاره بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وجو بايدن، قد كسر بعض الجليد بين الزعيمين، لكن مازال من غير الواضح ما هي الفوائد التي حققتها أنقرة من هذه المحادثات، الشعور العام هو عدم حصول الكثير، ويعتقد كثيرون أن أردوغان ربما يكون قد قدم تنازلات كان يخفيها عن الشعب، وفقاً لموقع Al-Monitor.
صحيح أنه مازال هناك بعض القضايا العالقة بين الجانبين دون حل وتستمر في إحداث صدام بينهما، إلا أن هناك قضيتان على وجه الخصوص أصبحتا اختبارات لقياس التقدم في العلاقات، حسب ما ذكر الموقع.
بالنسبة لأنقرة، فإن مطالبتها لواشنطن بإنهاء تحالفها مع وحدات حماية الشعب (YPG) في سورية مازال غير قابل للتفاوض، حيث ترى تركيا أن الجماعات الكردية تشكل تهديداً وجودياً لأمنها، في حين تواصل واشنطن تعميق علاقاتها مع وحدات حماية الشعب وفروعها السياسية تحت أسماء مختلفة، بالتالي أي تنازلات بشأن هذه النقطة ستكون لها عواقب سياسية على أردوغان بين أنصاره اليمينيين المناهضين للأكراد.
في المقابل، فإن قضية مطالبة واشنطن لتركيا بالتخلص من أنظمة الدفاع الجوي إس -400 التي اشترتها من روسيا مازالت غير قابلة للتفاوض أيضاً، حيث تدعي أن هذه الأنظمة تشكل تهديداً لأعضاء حلف الناتو، لا سيما برنامج الطائرات المقاتلة الحديث من طراز F-35، وفقاً للمونيتور.
يحتاج أردوغان إلى حل مسألة S-400 حتى يمكن رفع العقوبات الأمريكية عن أنقرة. كما سيمكن القرار تركيا من العودة إلى برنامج F-35 كشريك بعد طرده منه بسبب قضية S-400، وشدد أردوغان مرة أخرى بعد لقائه بايدن على أن موقف تركيا بهذا الشأن لن يتغير، وأي تنازل في هذا المجال سيكلف أردوغان سياسياً في الداخل، حسب ما أفادت وكالات الأنباء المحلية التركية.
وقال جاليب دالاي، من مركز بروكنجز، لصحيفة كرار إن أنقرة مستعدة لاتخاذ خطوات لحل مشكلة إس -400 لكن ليس تلك التي تريدها واشنطن، وأضاف دالاي "إن أزمة إس -400 ليست أزمة سياسة خارجية بل هي أزمة سياسات داخلية".
بالرغم من صور الصداقة الحميمة أمام الكاميرات في بروكسل، من الواضح أن الرجلين قلقان للغاية من بعضهما، وتشير الملاحظات السابقة إلى أنه بالنسبة لبايدن، فإن أردوغان يقع في مجموعة الحكام المستبدين، وفقاً للمونيتور.
أردوغان يدرك هذه الحقيقة، لكن يبدو أن العزلة الدولية الموهنة لتركيا وتكلفتها الاقتصادية على البلاد أضعفت يده، ويتفق عديد من المراقبين على أنه كان يرغب في هذا الاجتماع أكثر من بايدن.
قال إلتر توران، الأستاذ الفخري للعلوم السياسية بجامعة إسطنبول بيلجي للمونيتور "بسبب الوضع الاقتصادي لم يعد بإمكان أردوغان مقاومة واشنطن بعد الآن".
بالتالي، يبدو أن أردوغان يحتاج إلى أن يكون أكثر إقناعاً إذا كان يريد تحسين ظروف الاقتصاد التركي من خلال علاقات أفضل مع الولايات المتحدة.
وأفاد الموقع أن عدم خروج تركيا من هذه المحادثات فيما يتعلق بوحدات حماية الشعب، وعدم إحراز تقدم يذكر بشأن مسألة إس -400، أثار استياء أنصار أردوغان القوميين المتطرفين المناهضين لأمريكا بشدة، كما أنهم غاضبون من أن أردوغان لم يطرح مسألة اعتراف بايدن في نيسان/أبريل بالإبادة الجماعية للأرمن.
في حين حدد رئيس الخارجية الأمريكي، أنت ني بلينكين، موقف واشنطن النهائي فيما يتعلق بتركيا خلال تصريحاته في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ قبل لقاء أردوغان وبايدن وبينما اعترف بالمشكلات الخطيرة القائمة بين البلدين، إلا أنه أشار إلى "تداخل المصالح" في سورية وأفغانستان وروسيا وإيران، وقال "لدينا مصلحة في محاولة إبقاء تركيا مرتبطة بالغرب".
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 9