ما الفرق بين روسيا وأمريكا في الملف الليبي؟

فادي الصايغ

2021.06.25 - 08:10
Facebook Share
طباعة

 
 
 
مقابلة مع الأستاذ منصور صلاح، أستاذ العلوم السياسية ودكتور العلوم الاجتماعية، حول الوضع الجيوسياسي في ليبيا
 
كشف الأستاذ منصور صلاح أنه سيتم تلخيص نتائج مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا في القريب العاجل. حيث تم الإعلان عن عدد من المشاريع بشأن انسحاب الفصائل المسلحة والمقاتلين الأجانب من ليبيا.
 
وقال صلاح في المقابلة أنه هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اقتراح خطة لنزع السلاح، فقد تم طرح مقترحات حول انسحاب المرتزقة الأجانب خلال المفاوضات في مؤتمر برلين الأول.
 
وكانت قد أفادت تقارير بأن وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت على لسان مسؤول حكومي لم يتم ذكر اسمه، عن أهمية انسحاب القوات الأجنبية من ليبيا، ولا سيما القوات التركية. فما هي أهداف واشنطن الحقيقية في شمال إفريقيا؟ وهل توافق أمريكا فعلاً على دعم خطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسحب المسلحين السوريين؟ ما هو دور روسيا فيما يحدث؟ تم طرح هذه الأسئلة وغيرها على الخبير السياسي منصور صلاح، الحاصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع، والخبير في النزاعات الدولية، والذي كرّس عددًا مهماً من الدراسات العلمية فيما يتعلق بتاريخ العلاقات الدبلوماسية الليبية الأمريكية.
 
واعتبر الخبير السياسي قائلاً: نحتاج أولاً إلى فهم المصطلحات المطروحة، ما هو "انسحاب القوات الأجنبية من البلاد"؟ هذا هو تخلي العسكريين والمرتزقة الأجانب عن الأراضي الخاضعة لسلطة دولة أخرى. والشيء الرئيسي في هذه العملية هو التفاصيل. فإذا كان المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، يؤيدون السلام في ليبيا، يجب على المرء أن يتساءل عن سبب عدم تأثيرهم بعد على استقرار الوضع في ليبيا؟ السبب الأكثر احتمالاً هو أن الحكومة في واشنطن بحاجة فعلاً إلى استمرار النزاع في ليبيا. وتعقيباً على ذلك، اسمحوا لي أن أقدم لكم مثالاً بسيطًا: العدوان على العراق في عام 2003 بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ليس الأول من نوعه في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
 
ورأى صلاح أنه منذ أيام الحرب الباردة والعالم ثنائي القطب تحاول أمريكا باستمرار منع تحقيق الأهداف الجيوسياسية للاتحاد السوفياتي، (لروسيا بمعنى آخر). وتجدر الإشارة إلى أن الروس هم الضامن للتوازن العسكري في البلاد والتوازن العادل للقوى. فإنه لا يخفى على أحد أن ممثلي روسيا يساعدون ليبيا حتى لا تصبح الأخيرة نقطة انطلاق لعمليات أنقرة، ولكي لا يعتمد المواطنون الليبيون على تركيا كما كان الحال في عهد الإمبراطورية العثمانية. كما تمنح روسيا للقائد العسكري المشير خليفة حفتر الفرصة للحفاظ على التوازن مع القوات التركية.
 
وأشار إلى ضرورة إيلاء اهتمام خاص للمنطقة الجنوبية من ليبيا، لكونها منطقة ذات وضع اجتماعي وسياسي مضطرب. حيث سجلت العديد من مراكز الدراسات الدولية في تقاريرها أن عنصر القوة، في الواقع، بأيدي المتشددين في جنوب ليبيا. ولسوء الحظ، هذا صحيح. ربما لم يكن عليّ أن أصرح بهذه الحقيقة، لولا تواطؤ وتقاعس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عن تنفيذ المهام الملقاة على كاهلها. ومن خلال السيطرة على مقاتلي الدولة الإسلامية، تستفيد الدول المتدخلة من مثل هذا الوضع القائم في المنطقة، وتحافظ على حالة عدم التوازن والفوضى في البلاد.
 
وفي ختام المقابلة أكد الخبير السياسي منصور صلاح أنه يجب الاعتراف بأن التدخل العسكري في ليبيا لا تدعمه واشنطن وأنقرة فقط، فإن فرنسا والإمارات العربية المتحدة لاعبان آخران على الساحة السياسية الليبية. ويمكن ملاحظة أن أهدافهم غالبًا ما تتطابق، وهكذا، يمكن تصنيف فرنسا كقائد لمصالح أبوظبي في البلاد. كما أنه من المعلوم أن باريس ترعى مقاتلين من دولة تشاد، بينما تعمل الإمارات عبر أدواتها من مسلحين من السودان. لذا فإن تقسيم ليبيا إلى مناطق مختلفة من النفوذ الأجنبي له تأثير ضار على البلاد. ومن الضروري استعادة السيادة الوطنية وإصلاح جميع المؤسسات السياسية في البلاد. وبرأيي، هذا صعب التحقيق بدون مشاركة روسيا، وكذلك التغيير في السياسة الخارجية للدول الأخرى.
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 2