بين حدّ الجوع والموت العمد: لبنانيون ضحايا مثقلون بـ الهمّ

إعداد – عبير محمود

2021.06.25 - 09:10
Facebook Share
طباعة

سجلت الساعات الماضية حالة انتحار جديدة في لبنان لشاب في بلدة عشقوت، وسط مخاوف من ازدياد هذه الظاهرة المجتمعية في الفترة الحالية الصعبة التي تمر فيها البلاد.

بطلق ناري أنهى "ج ، ح "، حياته الصعبة كما ذكر مقربون من عائلته، لتضاف حالة جديدة إلى حالات الموت هرباً من هموم المعيشة في لبنان.

النية لم تختلف عند شاب آخر حاول الشهر الماضي الانتحار بالقفز عن جسر "الكولا" في العاصمة بيروت، إلا أن ثِقل الهموم لم يوازِ ثِقل الحياة التي أصرت على أن يستمر بمجابهتها بعدما منعه عدد من الشبان من رمي نفسه من أعلى الجسر.

نحو الكارثة
بين الانتحار والتفكير به حتى المحاولة الجدية على إنهاء الحياة، يعيش الشباب اللبناني ومعظم الفئات العمرية، أزمة حياتية غير مسبوقة تنذر بكارثة حقيقية جراء عدم تحمّل الغلاء المعيشي وتبعات التردي الاقتصادي عموماً.

لم تمر على "سويسرا الشرق" هكذا مرحلة منذ انتهاء الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي، بحسب ما يقول خبراء اقتصاديون، مشيرين إلى أن الفساد المستشري حالياً في لبنان يهدد بتآكل الجسد الاقتصادي ليصل المواطن لدرجة الجوع الحقيقي مع انعدام مقومات الحياة.

وانهيار مالي مع تراجع سعر الصرف، عوامل اقتصادية أدت لارتفاع السلع الغذائية والمواد الأساسية والدوائية بشكل هستيري، مقابل شح بالمشتقات النفطية ما تسبب بأزمة فعلية لدى جميع القطاعات.

الفقر لا يرحم
مواطنون لبنانيون حذروا من ضيق سبل العيش، ورأى أحدهم أن الموت ليس حلاً للهروب من مواجهة الحياة الصعبة، وإنما هروب من الذات وترك البلد تغرق أمام الفاسدين، مطالباً بحملات توعوية للحد من حالات الانتحار ودفع الشباب إلى العمل أياً تكن الظروف.

في حين اعتبر مواطن آخر أن من ينهي حياته في لبنان هذه الأيام، يكون قد ربح الحياة الهانئة الأبدية مقارنة بما نعيشه على الأرض بين الموت بفعل الجوع أو بفيروس كورونا، مضيفاً أن الجرأة وحدها تنقصه ليكون اسمه ضمن سجلات المنتحرين في عام 2021 الذي وصفه بالعام الأسوأ في تاريخ ببلاده.

"كيف أكمل حياتي وأنا عاجز عن تأمين متطلبات عائلتي؟"، عبارة قالها شاب لبناني يعجز عن تأمين دواء لوالديه المريضين، متسائلاً عن السبيل للعيش وسط هذا النهش بجيوب الشعب دون أي رحمة أو حل من قبل المعنيين، هل تقف الحياة هنا؟ لا دواء لأهلي ولا غذاء لأطفالي الأسعار لا طاقة لنا عليها بعد الآن!

تحذير أهل الاختصاص
مختصون بعلم النفس، أكدوا أن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية تعد من أبرز الأسباب الاكتئاب التي تؤدي في حين تفاقمها إلى الانتحار حكماً خاصة لدى فئة الشباب.

ومن وجهة نظر الباحثين الاجتماعيين، فإن تزايد معدل الانتحار في أي بلد، يعود لحالات التهديد المحلي كالحروب الداخلية والفقر وفقدان الأمن الغذائي، لتكون عوامل مسببة بقلق مستمر يضاعف الاضطراب الجسماني والعقلي ويفقد السيطرة على التأقلم بالظروف الصعبة ما يدفع الانسان إلى إنهاء حياته للتخلص من هذه المشاعر المضطربة.

وفي دراسة سابقة نشرتها إحدى المجلات المختصة بالطب النفسي، وثقت أكثر من 1366 حالة انتحار في لبنان خلال آخر 10 سنوات، منها 66 % ضحايا ذكور، مقابل 34 % من النساء. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 8