بذور تركية في أفغانستان تسقيها واشنطن

إعداد- رؤى خضور

2021.06.25 - 09:06
Facebook Share
طباعة

بعد عرض تركيا توفير الأمن لمطار كابول الدولي في أفغانستان، يجري المسؤولون الأتراك محادثات مع واشنطن للحصول على دعم مالي ولوجستي في ظل توتر علاقات تركيا مع عديد من حلفائها الغربيين، وفقاً لوكالة VOA الأمريكية.

وبحسب وكالات الأنباء الأفغانية المحلية، رحبت حكومة كابول بهذا العرض على لسان وزير خارجيتها، محمد حنيف أتمار، خلال حضوره اجتماع أنطاليا، لكن حركة طالبان قالت إنها تعارض وجود أية قوات أجنبية في أفغانستان.

في المقابل، تعتقد أنقرة أن بإمكانها التغلب على مثل هذه المعارضة، كما قال حسين باججي، رئيس معهد السياسة الخارجية في أنقرة "إنها مخاطرة كبيرة، لكن نشر القوات التركية في مطار كابول سيكون جيداً للعلاقات الأمريكية التركية، والمشكلة الرئيسة هي حركة طالبان لكن يمكنهم عقد صفقة".

ويرى عديد من حلفاء الناتو أن استعداد تركيا لتمديد مهمتها في أفغانستان أمر مهم ومستعدون لتلبية الاحتياجات اللوجستية المطلوبة لاستمرار المهمة، حيث يُنظر إلى الاحتفاظ بالمطار على أنه أحد المفاتيح للحفاظ على الوجود الدبلوماسي في العاصمة الأفغانية، وقد وافقت دول الناتو على تمويل استمرار تشغيل المطار باعتباره البوابة الرئيسة للبلاد إلى العالم الخارجي، وفقاً لصحيفة Hürriyet Daily News.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة Newsweek مقالاً بتاريخ 21 حزيران/يونيو، يناقش التياران العامان داخل أفغانستان حول زيادة دور تركيا في البلاد، حيث يؤكد المدافعون على القواسم الدينية المشتركة، وقدرة أنقرة على تحسين الظروف الاقتصادية والتعليمية، والحياد في الشؤون الداخلية، ودور تركيا في الناتو، وتغطية النظام السياسي التركي.

في حين يعتقد معارضو دور أنقرة في أفغانستان أن تطلعات تركيا لقيادة القومية التركية ومحاولتها لعلمنة المجتمع واستياء الخصوم الإقليميين ليست في مصلحة أفغانستان، وبالرغم من جهود أنقرة، مازالت طالبان لا تنظر بإيجابية للدور التركي في البلاد.

ومع ذلك، تواصل تركيا جهودها لكسب دعم أوروبا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لوجود سياسي وأمني أكبر في أفغانستان في ظل وجود لاعبين مؤثرين آخرين مثل الهند والصين وروسيا يرون أن توسيع الوجود التركي الشامل في المنطقة يضر بمصالحهم الاستراتيجية، وفقاً لكاتبَي المقال.

ويرى الكاتبان أن مستقبل دور تركيا في أفغانستان يعتمد على عدد من المتغيرات الداخلية، وأهمها هيكل حكومة كابول، ولا توجد آراء مشتركة حول توسيع دور تركيا في البلاد بين الحكومة وفصائل عبد الله عبد الله والرئيس أشرف غني.

وبالرغم من ترحيب البعض بوجود تركيا ودورها الأكبر في البلاد، وزيادة دور تركيا الاقتصادي والوسيط في أفغانستان، إلا أن هناك معارضة أوسع للوجود العسكري التركي.

أي يمكن الافتراض أن تركيا ستلعب دوراً اقتصادياً ودبلوماسياً وسياسياً أكبر في أفغانستان في المستقبل، لكن هذا الدور قد لا يتعدى التطلعات العسكرية أبداً.

وبحسب مقال نشره موقع The Telegraph بتاريخ 24 حزيران/يونيو، فإن المطار بالنسبة للرئيس رجب طيب أردوغان هو البداية فقط، ويوضح طموحاته البعيدة في العمل كمؤثر رئيس جديد من خلال أفغانستان، ويمكن أن يفعل ذلك بدعم وتبريكات من جو بايدن، ويرى كاتب المقال أن لدى الولايات المتحدة رغبة في تسليم الدور القيادي في أفغانستان لبلد آخر، وباعتبار أن تركيا والولايات المتحدة عضوين في الناتو، سيعطي ذلك لواشنطن نافذة للتأثير الخفي والتواجد غير المباشر في أفغانستان دون أن تخاطر بحياة جنودها.

ويعتقد الكاتب أن الأمور يمكن أن تسير على نحو مختلف وغير مخطط، فبالرغم من اتفاقهما على مطار كابول، مازالت الثقة بين الولايات المتحدة وتركيا منخفضة نتيجة أمور عديدة، من بينها شراء نظام الدفاع الصاروخي S-400 من موسكو رغم تهديد العقوبات من واشنطن، وإذا كانت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا معكرة، فمن الممكن أن يسحب بايدن دعمه لأنقرة في كابول.

في نهاية المطاف، تظهر قضية أفغانستان مثالاً جيداً على أن أنقرة وواشنطن يمكن أن تتقاربا في القضايا الاستراتيجية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 9