روسيا ترفض تمرير المساعدات إلى إدلب وهذه هي الأسباب

إعداد- رؤى خضور

2021.06.21 - 08:12
Facebook Share
طباعة

فشل الرئيس الأمريكي جو بايدن في تأمين التزام من نظيره الروسي فلاديمير بوتين بتجديد وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سورية خلال اجتماعهما في 16 حزيران/يونيو، وفقاً لوكالة رويترز.

وذكر موقع المونيتور أن المساعدات الإنسانية لسورية لم تكن على رأس جدول الأعمال خلال جولة بايدن في أوروبا، لكن واشنطن أشارت إلى أنها قد تكون مستعدة لنوع من تغيير الموقف بشأن هذه المسألة، ومع تركيز محادثات واشنطن مع موسكو على استمرار تدفق المساعدات الدولية وإعادة فتح المعابر الحدودية، تظهر تركيا كلاعب أساسي في المفاوضات، ومُحاور رئيس في المصالحة الروسية الأمريكية المحتملة.

لطالما تدفقت المساعدات الإنسانية الدولية عبر أربعة معابر حدودية هي باب الهوى وباب السلامة واليعربية ورمس بين العامين 2014 و 2020 بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي، وتم إغلاق اليعربية ورمس في العام 2020 لجعل المساعدات تمر عبر دمشق، ورفضت روسيا تجديد الإذن بإبقاء باب السلامة مفتوحاً وإعادة فتح اليعربية ورمس، وتتدفق المساعدات الإنسانية حالياً عبر باب الهوى فقط، وفقاً لموقع المونيتور.

أما بالنسبة لإعادة فتح معبر اليعربية، فإن الاعتراضات الروسية ليست العقبة الوحيدة، إذ تعارض تركيا الفكرة على أساس أن المساعدات التي تتدفق عبر المعبر ستساعد الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق سورية.

وبدلاً من ذلك، تريد تركيا أن يظل باب الهوى مفتوحاً وأن يعيد فتح باب السلامة المرتبط بمنطقة درع الفرات الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المدعومة من تركيا.

روسيا من جانبها قد توافق على بقاء باب الهوى مفتوحاً من أجل العلاقات الروسية التركية، لكن مقابل إعادة فتح باب السلامة واليعربية ، تطلب موسكو مواقف وقائية تجاه التنظيمات الإسلامية المتطرفة في إدلب، بما في ذلك هيئة تحرير الشام، ورفع العقوبات المفروضة على الحكومة السورية، وفقاً لوكالة فرانس برس.

وفي مقال نشرته وكالة آر تي الروسية بتاريخ 17 حزيران/يونيو، يناقش كاتبه كيفن كارب الأسباب الحقيقية وراء الرغبة الغربية في إبقاء ممر باب الهوى مفتوحاً للمساعدة في منطقة إدلب التي يسيطر عليها المتطرفون في سورية، ويعتبرها حيلة لمواصلة زعزعة استقرار الحكومة السورية عبر دعم فرع إرهابي من القاعدة.

وفي الوقت الذي قال فيه بايدن في مؤتمر صحافي إن هناك "حاجة ملحة للحفاظ على الممرات الإنسانية وإعادة فتحها في سورية"، اعتبر كارب أن تلك العبارات مجرد تضليل، لأن ممر المساعدة المعني هو الذي يضخ أموال المساعدات الأجنبية من الخارج دون تمريرها تحت إشراف حكومة دمشق، وقد شدد الرئيس بوتين على هذه النقطة في وقت سابق من هذا الشهر، فقال إن "المساعدة الإنسانية يجب أن تُعطى من خلال الحكومة المركزية"، وفقاً لوكالة روسيا اليوم.

وذكر الموقع أن هناك دلالات على أن تركيا كانت تهرب أسلحة إلى القاعدة في سورية، لذلك اتخذت روسيا قرار وقف المساعدات.

علاوة على ذلك، فإن المتلقي للمساعدات الخارجية هو منطقة إدلب الانفصالية، الخاضعة لسيطرة فصيل إرهابي غير شرعي، والذي قام برجم النساء حتى الموت وذبح الأقليات الدينية كجزء من سياسته.

وبحسب كارب فإن ما يبدو اهتماماً بقضية إنسانية، ما هو إلا تكرار لحيلة غربية مشتركة لزعزعة الاستقرار في سورية عبر الإبقاء على المناطق الانفصالية تابعة بذريعة المساعدات الدولية التي تقدمها الكيانات الغربية، فالإبقاء على معبر المساعدات الأجنبية إلى شمال غرب سورية دون إشراف دمشق سيسمح للمتطرفين في إدلب بالاستفادة منه بشكل مباشر تحت قيادة أبو محمد الجولاني، قائد ما يسمى حالياً هيئة تحرير الشام، والذي أنشأ لاحقاً مكتباً للعلاقات الإعلامية، لمساعدة الصحافيين الغربيين على الوصول إلى المنطقة وإظهار فقط ما تريد هيئة تحرير الشام إظهاره.

وخلال إحدى المقابلات التي تم تنظيمها في الموقع في آذار/مارس، مع مارتن سميث من قناة PBS، أخبر الجولاني سميث أن إدلب "ليست نقطة انطلاق لتنفيذ الجهاد الأجنبي"، متجاهلاً التطرف المستمر ضد المواطنين السوريين في المنطقة تحت قيادته.

وفي تقرير صدر عام 2018، كشف مكتب المفتش العام في البنتاغون أن أموال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية متورطة في "حالات عديدة من عمليات تحويل محتملة أو مؤكدة إلى الجماعات المسلحة في محافظة إدلب شمال غرب سورية، بما في ذلك هيئة تحرير الشام".

كما قال جيري سيمبسون، المدير المساعد لمنظمة هيومن رايتس ووتش في مقابلة تلفزيونية "نحن على استعداد تام للمضي قدماً في وضع استنزاف مستدام" من خلال فتح قنوات غير مباشرة لهيئة تحرير الشام في إدلب "لمنع الجانب الآخر من الفوز في سورية"، والجانب الآخر المقصود هو الحكومة السورية.

وأضاف كارب في مقاله أن هناك مؤشرات ظهرت على استخدام شاحنات منظمة الأغذية العالمية لتهريب الإرهابيين والأسلحة إلى سورية في الماضي، ومع تزايد الغضب الغربي بشأن الإغلاق المحتمل لممر مساعدات الأمم المتحدة في إدلب، قد يكون ممر باب الهوى هو السبيل الوحيد الذي تركه نشطاء المعارضة السورية لتمويل هيئة تحرير الشام الإرهابية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 1