التراجع الأمريكي في المنطقة: أسباب مباشرة وغير مباشرة

إعداد – ليلى عباس

2021.06.19 - 08:39
Facebook Share
طباعة

 
مع إعلان الولايات المتحدة سحب بعض أنظمتها للدفاع الجوي في الشرق الأوسط، في عملية إعادة تنظيم رئيسية لبصمتها العسكرية هناك، رأى متابعون للشؤون الأمريكية بأن واشنطن في النهاية لا تملك سوى خيار الانسحاب الكامل من المنطقة.  
 المتحدثة باسم البنتاغون جسيكا مكنولتي قالت في بيان، إن وزارة الدفاع الأمريكية قررت سحب بعض قواتها وقدراتها من المنطقة خلال الصيف الجاري، مبينة أن الأمر يتعلق بمعدات دفاع جوي سيتم إعادتها إلى البلاد للصيانة والإصلاحات مع نقل بعضها إلى مناطق أخرى (لم تسمها).
وكانت قد سرّبت مصادر صحفية غربية بسحب واشنطن 8 بطاريات مضادة للصواريخ من العراق والكويت والأردن والسعودية، وهي الأنظمة التي عملت الولايات المتحدة على تعزيزها خلال عامي 2019 – 2020 على خلفية توتر العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأوضح مصدر عسكري، أن كل بطارية من هذه البطاريات تتطلب تواجد مئات الجنود والعسكريين، مبيناً أن سحب هذه البطاريات وتفكيك منظومتها يعني ترحيل آلاف الجنود الأمريكيين من المنطقة عموماً.
كما ذكر المصدر أن واشنطن تعمل على سحب نظام مضاد للصواريخ "ثاد" من السعودية إضافة لتقليص أسراب المقاتلات النفاثة المخصصة للمنطقة.
واعتبرت مصادر مختصة بشؤون الشرق الأوسط، أن الانسحاب الأمريكي لا يأتي في إطار إعادة التنظيم كما ذكرت واشنطن، وإنما لغاية أكبر تريد منها واشنطن الانسحاب تدريجياً من بعض ملفات المنطقة وأهمها الملف اليمني دون التأثير على تواجدها العسكري في قواعدها بالخليج.
وأردفت المصادر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يفكر جدياً بإغلاق ملف اليمن أمريكياً، ما يؤكد ذلك أن سحب الأنظمة المتطورة من السعودية -والتي دفعت عليها الرياض مليارات الدولارات لخوض حرب اليمن-  يتم في هذا التوجه للإدارة الأمريكية الجديدة.
في حين ذكر مراقبون أن لمفاوضات فيينا حول الملف النووي علاقة غير مباشرة بالتحرك الأمريكي الجديد في المنطقة، مشيرين إلى أن واشنطن تريد إنعاش المفاوضات مع السلطة الإيرانية الجديدة التي وكما قيل إنها ستكون حاسمة بعلاقتها مع إدارة بايدن والتواجد في المنطقة بشكل عام.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7