الرياض تسعى لإصلاح العلاقات مع دمشق وهذه هي الأسباب

إعداد - رؤى خضور

2021.06.15 - 09:05
Facebook Share
طباعة

أفادت شبكة الجزيرة الإخبارية أن تقارباً سياسياً سعودياً سورياً بات قريباً من التحقيق.
ونقلاً عن مسؤول متشدد كبير تابع للمعارضة السورية، يقال إن له علاقة وثيقة بوزارة الخارجية السعودية ومديرية المخابرات العامة، فإن سياسة النظام الملكي السعودي "تغيرت" وعديد من المسؤولين، بمن فيهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حريصون الآن على إصلاح العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال المسؤول الذي تصالح مؤخراً مع دمشق بعد انشقاقه "الزمن تغير، والمنطقة تنتقل نحو مستقبل جديد بخصائص جيوسياسية جديدة"، وفقاً لموقع The News.

وكانت قد تناقلت وسائل إعلام عديدة في وقت سابق خبر الزيارة السرية التي قام بها رئيس المخابرات السعودية خالد الحميدان إلى دمشق في أوائل شهر أيار/مايو، حينها بدأت التكهنات حول إمكانية تخفيف التوتر بين العدوين السابقين، وتعزز هذا الاحتمال بزيارة أول وفد من دمشق برئاسة وزير السياحة السوري رامي مارتيني إلى الرياض في 26 أيار/مايو بعد 10 أعوام من توقف دبلوماسي كامل.

لماذا يسعى ابن سلمان لإصلاح العلاقات مع سورية؟

في مقال بعنوان السؤال ذاته نشره موقع Al-Waght News بتاريخ 12 حزيران/يونيو، يجادل كاتبه أن التحول الأخير في السياسة الخارجية للسعودية هو نتاج إخفاقات عديدة في السياسات الإقليمية والمنافسات التي تمثلها الإجراءات الصارمة والراديكالية التي اتخذها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بما في ذلك الهزيمة المهينة للتحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن وانهيار الجبهة الموالية للسعودية في الحرب، وفشل الحصار ضد قطر والتراجع عن شروط الدوحة وفشل التحالف الذي ترعاه السعودية، كذلك الإرهابيون التكفيريون في المعركة ضد الحكومة السورية، وتهميش المعارضة السياسية السورية المدعومة سعودياً في المفاوضات المستقبلية، لذلك وجد ابن سلمان نفسه مضطراً لاتخاذ خطوات للتخفيف من هذه المشاكل.

لماذا سورية؟

وفقاً للمقال، فإن إصلاح العلاقات مع سورية قد يساعد بشكل كبير في إعادة بناء الثقة بين الرياض ومعسكر المقاومة الذي تقوده إيران، وقد نقلت الجزيرة عن مسؤول في وزارة الخارجية السورية أن "ابن سلمان يكافح من أجل تخفيف التوترات مع إيران من خلال العلاقات مع سورية".

كما أن السعودية تسعى لمواجهة الإخوان المسلمين، وأقوى معارضة في دمشق هي مليشيات الإخوان المسلمين المدعومة من تركيا وتسيطر على جزء كبير من محافظة إدلب، فضلاً عن أن السعوديين يجدون أنه لا مفر من مواجهة حقيقة الحاجة إلى إعادة بناء العلاقات مع دمشق حتى لا يتخلفون عن الدول الأخرى، إذ تحظى عودة سورية إلى جامعة الدول العربية بمزيد من الدعم كل يوم في العالم العربي، وأعادت الإمارات، التي تُعتبر أقرب حليف للسعودية، فتح سفارتها في دمشق في كانون الأول/ديسمبر 2018، ومن الطبيعي أن مقاومة الرياض لمثل هذا الاتجاه لن تؤدي إلا إلى مزيد من العزلة في المنطقة، وفقاً للموقع.

في المقابل، أعربت بثينة شعبان، المستشارة البارزة للرئيس الأسد، عن تفاؤلها بشأن بدء سريع في محادثات التطبيع السورية السعودية، وفقاً لموقع Al-Monitor.

لكن الصحافي صموئيل راماني ذكر في مقال نُشر في 11 حزيران/يونيو، أن هناك أسباباً للشك في إحياء سريع للعلاقات، فمنذ أن أقر ولي العهد بن سلمان في مقابلة أجريت معه في آذار/مارس 2018 أن "بشار باقٍ"، كانت هناك محاولات فاشلة متكررة لتسهيل التطبيع بين سورية والسعودية، وعدم استعداد الرياض لمحاكاة الإمارات والبحرين، اللتين أعادتا فتح سفارتيهما في دمشق، يؤكد أن الطريق شاق نحو التقارب بين الرياض ودمشق، لذلك فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو إعادة تدريجية للعلاقات الثنائية.

وفي هذا السياق، قال معلق سعودي على صلة وثيقة بالعائلة الحاكمة لموقع المونيتور، إن التطبيع السريع بين السعودية وسورية غير مرجح بسبب المشاعر المعادية للحكومة السورية في المملكة.

وردد هارون الأسود، الصحافي السوري المقيم في تركيا، هذه الآراء في مقابلة مع المونيتور، وتوقع أن "العلاقات بين الرياض ودمشق لن تعود فجأة"، لكنه قال إن سلسلة الإشاعات والتسريبات "ستمهد الطريق لعودة العلاقات تدريجياً بين البلدين دون إحداث صدمة للرأي العام"، أسود واثق من أن تطبيع السعودية مع سورية سيمضي قدماً في نهاية المطاف لأن "المعارضة السورية أثبتت فشلها" ولا تستطيع الرياض "الاستثمار في المتمردين الذين يعملون كمرتزقة في ليبيا وأذربيجان بدلاً من مواجهة التوسع الإيراني في سورية".

ووفقاً للموقع، فقد جادلت مصر والإمارات مراراً بأن تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية قد ألحق ضرراً أكثر مما ينفع، وتتفق الدول العربية التي ظلت على اتصال دائم مع دمشق، مثل العراق والجزائر وعمان، مع هذا الرأي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 1