الجنسية الأميركية.. ذريعة لتبرئة عملاء "إسرائيل" في لبنان؟

يوسف الصايغ - بيروت

2021.06.15 - 08:56
Facebook Share
طباعة

عادت قضية العملاء الإسرائيليين في لبنان الى الواجهة مجددا بعد قرار القضاء العسكري بتخلية سبيل العميل جعفر غضبوني، ما أثار موجة إستنكار واسعة للقرار الصادر عن مفوِّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة فادي عقيقي بإطلاق العميل غضبوني الذي يحمل الجنسية الأميركية، بعد ان تم توقيفه من قبل الأمن العام اللبناني في مطار بيروت في السادس من حزيران الجاري، قادماً من الولايات المتحدة الاميركية عن طريق دبي، وذلك لورود اسمه على البرقية 303 (برقية تصدر عن الجيش لمتابعة العملاء)، لكن القاضي عقيقي سمح للعميل غضبوني بالخروج لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع عائلته، على أن يحضر اليوم الإثنين ليستمع إليه، واكتفى عقيقي بحجز جواز سفر غضبوني اللبناني، تاركاً جواز سفره الأميركي بحوزته.
وفي تكرار لسيناريو عملية تخلية سبيل العميل عامر فاخوري المعروف بـ"جزار الخيام" في آذار من العام الماضي، اخلي سبيل العميل غضبوني بحجة مرور الزمن، وهي الذريعة القانونية نفسها التي لجأ اليها القضاء العسكري لإخلاء سبيل الفاخوري بعد ضغوط مباشرة من السفارة الاميركية في بيروت حيث تم اخلاء سبيله وترحيله الى الولايات المتحدة حيث قضى هناك متأثراً بمرضه العضال.
دعوى قضائية
من جهته تقدم المحامي غسان المولى بوكالته عن الأسرى المحررين عباس قبلان، نبيه عواضة، احمد طالب، شوقي عواضة ..ورفاقهم الاسرى المحررين بدعوى قضائية امام النيابة العامة التمييزية ضد العميل جعفر احمد غضبوني بجرم التعامل مع العدو الصهيوني مطالبين بمحاكمته ومنعه من السفر
وبالتزامن نفذ عدد من الناشطين وقفة رمزية امام المحكمة العسكرية احتجاجا على السماح بسفر العميل جعفر غصبوني من لبنان دون محاكمة، ورفضا لعودة اي عميل الى لبنان دون عقاب، وسأل احد المشاركين في التحرك "هل كل من حمل الجنسية الاميركية يمكن تبرئته من تهمة العمالة، وهل اللبناني رخيص الى هذه الدرجة، كما حمّل المعتصمون القاضي فادي عقيقي المسؤولية عن هذا التجاوز الحاصل والتهاون بدماء اللبنانيين وطالبوا بتنحيته من منصبه".
وفي السياق تشير مصادر متابعة الى أن "مشكلة النيابة العامة العسكرية، والمحكمة العسكرية، ومحكمة التمييز العسكرية، ليست محصورة في التساهل مع التواصل الذي يُصنّفه القضاة بأنه «غير أمني» مع العدو، بل يتعداه إلى التساهل مع من يتطوّع للعمل مع استخبارات العدوّ، وصولاً إلى البحث عن أي ذريعة للتساهل مع عملاء موقوفين ومحكومين، لافتة الى أن القاضي عقيقي، أصدر في شهر ايار الماضي حكما قضى بإطلاق سراح اللبناني مارك ط، مدرب دفاع ذاتي لعناصر اجهزة امنية، وذلك على الرغم من ثبوت تطوعه للعمل مع الموساد الاسرائيلي ومراسلته له عدة مرات معربا عن استعداده لجمع معلومات عن حزب الله".
كما اقدم عقيقي في وقت سابق على اخلاء سبيل اللبنانية لينا ط. التي اعترفت بترددها الى تل أبيب ثلاث مرات لزيارة صديق تعرّفت إليه في بلجيكا قبل عشر سنوات، وذلك بعد تعهّدها خطياً بعدم التواصل مع إسرائيليين وعدم التردد إلى أراضي العدو".
والعميل غضبوني هو من بلدة الناقورة الجنوبية خدَم في صفوف جيش العدو لنحو عشر سنوات، برتبة رقيب في سلاح المشاة في جيش الإحتلال الإسرائيلي، وله سجل حافل بتعذيب أبناء الجنوب أثناء عمله في جهاز الاستخبارات التابع لعصابات العميل أنطوان لحد، وغادر غضبوني تل أبيب عام ١٩٩٥ إلى كندا ومنها انتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث استقرّ فيها.
كما صدرت عدة مواقف عن قوى وشخصيات سياسية إستنكرت إطلاق العميل غضبوني ومحذرة من الإجراءات التي تهدف إلى تبرئة العملاء الذين فروا خلال تحرير جنوب لبنان في أيار من العام 2000، ونراهم اليوم يعودون إلى البلد محصنين بجنسيات أجنبية، وخصوصا الأميركية، مع توافر تغطية ما لهم من الداخل، فيتم تبرئتهم من إجرامهم". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 10