روسيا تبحث عن طريق العودة إلى اليمن

إعداد- رؤى خضور

2021.06.15 - 08:28
Facebook Share
طباعة

استضافت مدينة سوتشي الروسية محادثات في 26 أيار/مايو بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره اليمني أحمد عوض بن مبارك، وكان الموضوع الرئيس هو الوضع العسكري والسياسي والإنساني في اليمن، حيث استمرت المواجهة المسلحة بين حركة أنصار الله وجيش السلطات اليمنية الرسمية على مدى أكثر من ستة أعوام.
وشددت موسكو خلال المحادثات سوتشي على الحاجة إلى إطلاق حوار وطني واسع يتم بموجبه مراعاة جميع القوى السياسية الفاعلة في اليمن، وأثار لافروف موضوع الكارثة الإنسانية في البلاد الناجمة عن العزلة الخارجية لتلك المناطق اليمنية التي يسيطر عليها أنصار الله، وأكد أن روسيا ستواصل تقديم المساعدة بكل وسيلة ممكنة في إيجاد حل شامل لعديد من المشاكل التي يواجهها اليمن اليوم والتي تشعر دول الجوار بعواقبها إلى حد كبير.
وفقاً لموقع Al-Monitor.

وذكر الموقع أن المحادثات الروسية اليمنية تطرقت إلى قضايا العلاقات الثنائية، ما يشير إلى أن موسكو تتخذ على الأرجح بعض الخطوات المبدئية من أجل انخراط أعمق في حرب اليمن.

على عكس الصراعين السوري والليبي، لطالما بقي موضوع التسوية اليمنية في ظلال سياسة روسيا في الشرق الأوسط، وفي الوقت ذاته، حافظت موسكو على اتصالاتها مع جميع الأطراف المتحاربة في اليمن وأظهرت استعدادها للمشاركة بفاعلية في عملية حفظ السلام في هذا البلد.

لكن ما وراء توقيت هذه التطورات؟

يجادل الصحافي الروسي كيريل سيمينوف في مقاله بالعوامل الجديدة التي زادت من اهتمام الكرملين بالشؤون اليمنية، فقد وصلت الأزمة السورية إلى طريق مسدود بعد أن أصبح من الصعب جني المكاسب الدولية من المشاركة في هذا الصراع، وينطبق هذا أيضاً على ليبيا، إذ بعد وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، ضعفت مواقف موسكو إلى حد ما، فالمشاركون في الصراع الليبي غير مهتمين الآن في جذب روسيا كقوة حليفة، لذلك على موسكو أن تواصل التأكيد على أهميتها في شؤون الشرق الأوسط.

وطوال الصراع في اليمن حاولت روسيا البقاء على مسافة متساوية من المشاركين فيها، فاهتمت بتطوير العلاقات مع السعودية والإمارات، ونأت بنفسها عن الدعم المفتوح لإيران بتقديم المساعدة لأنصار الله، وأظهرت موسكو عدم دعمها بل واختلفت مع الحركة في عدة مناسبات، بيد أنها عارضت تصنيف إدارة دونالد ترامب للحركة كمنظمة إرهابية ودعت بدلاً من ذلك من أجل عملية سلام شاملة بين الأطراف اليمنية مثلما فعلت طهران، كما أن روسيا خففت من حدة انتقاداتها لأنصار الله في بيان صحافي لمجلس الأمن الدولي في 18 آذار/مارس بشأن اليمن، وفقاً للمجلس الأطلسي للشؤون الدولية.

من ناحية أخرى، تشير تصرفات روسيا إلى أنها لا ترى حلاً للصراع في اليمن إذا لم يشمل حركة أنصار الله، لكن عدا اقتراح الحوار اليمني الداخلي لا يبدو أن لدى موسكو أي خطة ملموسة لإنهاء الحرب الأهلية، بل إن معاملة موسكو لأنصار الله على أنهم فاعل يمني شرعي، وانتقادها في الوقت ذاته للحركة ودعمها لاستمرار حظر الأسلحة المفروض عليها، تهدف إلى إبقاء جميع الجهات الفاعلة الداخلية والخارجية في حالة تخمين بشأن ما قد يفعله الكرملين لاحقاً، بالتالي لدى كل من الأطراف حافز لكسب موسكو لمصلحته، وفقاً للموقع.

في المحصلة، يبدو أن موسكو تضع أسساً لدور أعمق في الحرب اليمنية، وقد تتطابق مصالح روسيا والولايات المتحدة هذه المرة في اليمن، ويمكن للقوتين العمل في الاتجاه ذاته لتسوية مبكرة للأزمة اليمنية والتغلب على الكارثة الإنسانية في البلاد. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 7