تركيا حليف الناتو المزعج وصداع بايدن

إعداد - رؤى خضور

2021.06.15 - 08:25
Facebook Share
طباعة

تتجه الأنظار نحو لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان في 14 حزيران/يونيو مع نظيره الأمريكي جو بايدن في بروكسل.
ولعل نظرة سريعة على جدول أعمال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين واجتماع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في 19 أيار/مايو يكفي لتسليط الضوء على أهمية تركيا بالنسبة للبيت الأبيض، لاسيما ما يتعلق بقضايا أوكرانيا وسورية والقوقاز وأفغانستان وإيران.
كتب برهان الدين دوران لصحيفة Daily Sabah أن تأخر اتصال بايدن بنظيره التركي ثلاثة شهور للحديث عن أحداث العام 1915 لم تكن أكثر من خطوة تكتيكية، فلم يعد صناع السياسة في واشنطن يعتقدون أن تجاهل تركيا خيار، لهذا السبب لا يتفق دوران مع الذين يتوقعون توتراً بين أردوغان وبايدن بشأن صفقة نظام الدفاع الجوي S-400، ويرى دوران أن لا سبب يوجد لتوقع نتيجة سلبية للاجتماع، لكن في الوقت ذاته يجب عدم توقع صفقة كبرى، بل في اعتقاده أن الزعيمين سيوافقان على تجزئة خلافاتهما، مثل صفقة S-400 وشرق البحر الأبيض المتوسط ​​والتنظيمات المسلحة للتركيز على مجالات التعاون الرئيسة، لا سيما في أفغانستان وسورية وأوكرانيا و ليبيا.

في حين يرى أليساندرو أردوينو، خبير في القضايا الأمني وباحث في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة الوطنية، أن الاختبار الحقيقي لقوة الولايات المتحدة قد يكون عندما يلتقي بايدن بأردوغان وليس مع فلاديمير بوتين، وأن قضية إس -400 لن تحل، ومع ذلك، سوف تتفاوض الولايات المتحدة من موقع قوة في بروكسل عندما يلتقي الجانبان، إذ تحتاج تركيا إلى كثير من الدعم لإنقاذ اقتصادها المحتضر، والولايات المتحدة تقدم لها أفضل طريقة للخروج من الانهيار، وهذا قد يساعد ذلك في تسهيل الأمور.

لذلك سيحدد الاجتماع القادم مع أردوغان ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على فرض إرادتها دون الالتزام بقوات على الأرض في الشرق الأوسط، وبعبارة أخرى، قد تكشف المصالح المتداخلة بين عدو أمريكا القديم (روسيا) وشريكها في التحالف (تركيا) مزيداً عن القوة الأمريكية، وفقاً لأردينو.

إلا أن الجميع يتفق أن اجتماع أردوغان وبايدن سيكون صعباً، فقد نشرت صحيفة حريت ديلي نيوز مقالاً يرى كاتبه أنه إذا تمكن أردوغان من الخروج من أول لقاء له مع الزعيم الجديد لأعظم قوة في العالم بصورة إيجابية، فسوف يسجل ذلك في قائمة نجاح قيادته، وسيكون قادراً على التفاوض مع بوتين من موقف أقوى، وخلاف ذلك ستضعف أوراقه المساومة ضد الكرملين.

من ناحية أخرى، ذكر الصحافي منيكس توكياي، في مقال لصالح موقع أكسيوس، أنه من غير المرجح أن تظهر إدارة بايدن أية مرونة بشأن موقفها من امتلاك تركيا لمنظومة S-400، فلن تقبل به، في المقابل سيكون التخلي عن النظام الروسي الصنع مكلفاً من الناحية السياسية بالنسبة لأردوغان ويجعله يبدو ضعيفاً، بالتالي قد تظل المشكلة بدون حل خلال هذا الاجتماع، وسيكون من الصعب أيضاً حل الخلافات السياسية في سورية، لكن يمكن أن تكون أفغانستان وسيلة للتعاون، بما في ذلك دور تركيا الأمني في مطار كابول الدولي بعد الانسحاب الأمريكي، وفقاً للموقع.

وقد أثبتت أنقرة أنها مصدر قلق كبير للولايات المتحدة ولحلف الناتو، فعلى سبيل المثال، دخلت تركيا بأزمة مع حلفاء الناتو اليونان وفرنسا، ورسمت حدوداً بحرية مع ليبيا ليس لها أي أساس قانوني، وقطعت البحر الأبيض المتوسط ​​إلى النصف، بالإضافة إلى الاقتراب من جزيرة كريت اليونانية، ثم كان أهم مؤشر على تناقض موقف تركيا تجاه الناتو هو تصميم أردوغان على شراء ونشر نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 رغم اعتراض الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين، لكن تعاون أردوغان مع روسيا في بعض المجالات ليس علامة على أنه عميل بوتين، كما أن معارضته لروسيا في الأمور الأخرى لا تجعل أنقرة عدواً لموسكو كما يريدها حلفاؤها في الناتو، إنما يؤكد نهج أردوغان ذو الحدين على تصميم أنقرة على أن تكون لاعباً مستقلاً وقوياً على الساحة العالمية في حد ذاتها، وفقاً لموقع Politico.

وهذا ما يجعل النقاش في حلف الناتو حول كيفية التعامل مع هذا الحليف المزعج معقداً للغاية، وبغض النظر عما سيحدث بين الرئيسين الأمريكي والتركي في بلجيكا، فإن قادة تركيا سيواصلون إخطار شركائهم في الناتو بأن البلاد ستسعى لتحقيق أهدافها الخاصة حتى لو كان ذلك يعني الصراع مع حلفائها، وبدلاً من القضاء على السلوك التركي السيئ كما فعلت الإدارات السابقة، يبدو أن بايدن قد قرر اتباع نهج مختلف وهو العمل مع أردوغان في المجالات ذات الاهتمام المشترك، لذلك من المرجح أن يكون اجتماع بايدن - أردوغان بارداً، وبعبارة أخرى، وفقاً للموقع ذاته، فإن تركيا لا تعدو كونها مشكلة ومن غير المتوقع أن يفعل بايدن أو أردوغان الكثير حيال ذلك في وقت قريب. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 8