روسيا ترقص مع الصين والمخاوف الأمريكية تتزايد

إعداد _ رؤى خضور

2021.06.10 - 11:12
Facebook Share
طباعة

لطالما لعبت تفاعلات القوى العظمى بين الولايات المتحدة والصين وروسيا دوراً مهيمناً في العلاقات الدولية، ولطالما اشتملت الصورة الكبرى على جانبين متحالفين ضد الآخر، وفي الوقت الذي تضع فيه العلاقات الصينية الأمريكية نفسها في مسار لا رجوع فيه، في المنظور القريب على الأقل، يبدو أن العالم يشهد حرباً باردة أخرى لكن بمستوى حديث، فعصر العولمة الذي نعيشه يعني أن المواجهة العالمية بين واشنطن وبكين من المرجح ألا تحدث في نظام ثنائي القطب، بل متعدد الأقطاب.
وفي الأعوام الأخيرة، مع تصعيد الولايات المتحدة للضغط على كل من منافسيها الاستراتيجيين، عززت الصين وروسيا التعاون الثنائي عبر مجالات متعددة لتعويض الضغط الأمريكي وموازنة النفوذ الأمريكي دولياً، وفي الأسبوع الماضي صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مكالمة هاتفية مع كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جيتشي، بأن العلاقات بين البلدين هي "الأفضل في التاريخ"، وفقاً لموقع The Diplomat.

ومن الطبيعي ألا يمر هذا التقارب دون إثارة ريبة واشنطن، ولطالما أشار المسؤولون الأمريكيون تحت إدارتي دونالد ترامب وجو بايدن إلى الخطر بشأن توثيق العلاقات بين الصين وروسيا، ويقول خبير الطاقة الأمريكي دان يرغين إن الولايات المتحدة تبحث عن طريقة لإبعاد روسيا عن الصين، بحسب موقع CNBC.

ويذكر موقع The Diplomat في مقال لصحافي صيني، أن مجتمع الاستخبارات الأمريكية قام مؤخراً في تقرير "الاتجاهات العالمية 2040" بتقييم أن الصين وروسيا "من المرجح أن تظلا متحالفين" في المستقبل، إذ إن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما تقوم على إطار عمل طويل الأمد، وطالما ظل كلا البلدين على خلاف مع الولايات المتحدة والغرب، فمن المرجح أن يكون ذلك حافزاً كافياً للتغلب على قضايا الماضي العالقة، أي أن قوة تحالفهما تعتمد بشكل كبير على سياسات الولايات المتحدة.

وقد ذهبت صحيفة Global Times الصينية إلى حد عزو العلاقات الصينية الروسية الوثيقة إلى "قمع الولايات المتحدة وحلفائها الرئيسيين للبلدين" في مقال افتتاحي حديث .

وجاء في المقال أن كلا الجانبين يغازل روسيا مع استمرار واشنطن في حشد حلفائها حول نظام دولي يصور الصين وروسيا على أنهما "الأشرار"، وتحتفظ بنصيبها من النفوذ في العلاقات مع روسيا، وعلى الأخص تأثير كبير على الحلفاء في أوروبا، وهو مسرح مهم، إن لم يكن الأهم، للسياسة الخارجية الروسية.

بعبارة أخرى، الديناميكية ليست "اثنان ضد واحد" بقدر ما هي "واحد ضد واحد (الولايات المتحدة مقابل الصين) زائد واحد (روسيا)".
وضمن هذا المثلث ستكون الولايات المتحدة والصين، المتفوقتان في القوة والمنخرطتان في منافسة طويلة، بمثابة "الثابت"، في حين ستأخذ روسيا دور "المتغير".
وستحاول الولايات المتحدة تحقيق الاستقرار في العلاقات مع روسيا والحفاظ على المشاركة الصينية الروسية عند مستوى يمكن إدارته، وستوفر قمة بايدن - بوتين القادمة في أوروبا فرصة لواشنطن لوضع شروط واضحة يمكن بموجبها إشراك روسيا بطريقة لا تنفر الحلفاء الأوروبيون٠

وبالمثل، ستستمر الصين في إعطاء الأولوية للمنافسة مع الولايات المتحدة مع تعميق التعاون مع روسيا من خلال تقديم حوافز اقتصادية لجذب موسكو إلى صفها، ولن تسعى بكين إلى مواجهة مع واشنطن، ومن المرجح أن تواصل التعاون بشأن القضايا العالمية مثل تغير المناخ، و COVID-19.
أما بالنسبة لروسيا، فإن المفتاح هو الحفاظ على مكانها على الطاولة، وهذا يعني الاستمرار في الاستفادة من دورها "المتغير" في التفاعلات الثلاثية، والانخراط مع بكين وواشنطن من أجل انتزاع تنازلات من كلا الجانبين، ومع ذلك، فإن النزعة القومية الفطرية لروسيا ستستمر في الحد من نطاق التعاون المستقبلي، لا سيما فيما يتعلق بالنفوذ الروسي في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، وفقاً للصحيفة.

بالطبع، لا يمكن للولايات المتحدة أن تطلب صراحة من روسيا أن تتحد ضد الصين خلال القمة المرتقبة بين بايدن وبوتين في الشهر الحالي، فالعلاقات الصينية الروسية بالغة الأهمية بالنسبة لموسكو، لذلك من غير المنطق الاعتقاد أنها ستتبع خطوات واشنطن بهذه البساطة.

وترى الصحيفة أن أي علاقة ثنائية بين الصين وروسيا والولايات المتحدة ستؤثر على الأخرى، فالدول الثلاث ليست في علاقة مثلثة ثنائية إلى واحد كما كانت خلال حقبة الحرب الباردة، لذلك، على المدى القصير، لن تؤثر العلاقات الروسية الأمريكية الوثيقة على علاقات الصين مع الولايات المتحدة أو روسيا. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 7