قمة التسويات الكبرى بين بايدن وبوتين

إعداد_ رؤى خضور

2021.06.09 - 03:27
Facebook Share
طباعة

ستعقد القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن في جنيف/سويسرا في 16 حزيران/يونيو، وسيكون هذا الاجتماع الأول بين الزعيمين منذ تولي بايدن منصبه، وأول قمة روسية أمريكية منذ تموز/يوليو 2018، وفقاً لوكالة رويترز.

ونشرت مؤخراً صحيفة Global Times مقالاً اعتبر فيه كاتبه هذه القمة محاولة لاختبار موقف روسيا ومعرفة تفكيرها الحالي حول العلاقات الثنائية، ومع ذلك، فإن العلاقات الروسية الأمريكية لن تتحسن بعد قمة واحدة، لأن الصراعات العميقة بين البلدين مازالت قائمة، لذا ستواصل الولايات المتحدة بالتأكيد الضغط على روسيا فيما تدّعيه من "حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية"، وطالما أن الولايات المتحدة تلعب "ورقة حقوق الإنسان" في القمة المقبلة، لن تستجيب روسيا بهذه السهولة، لأن واشنطن لديها مشاكلها الخاصة فيما يخص حقوق الإنسان والديمقراطية أيضاً.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن كل تلك الملفات السابقة حدثت بعد الاختراق الروسي المزعوم لأنظمة فيدرالية أمريكية، والذي كان بمثابة رسالة مباركة روسية لعهد بايدن الذي كانت أجهزته تدعم المعارض الروسي ألكسندر نافالني لتفجير الوضع في روسيا في ظل وضع اقتصادي لا يوصف بالمثالي حتماً في روسيا، ما يجعل دعوات التهدئة وإعادة التنسيق بين البلدين أولوية.

وبحسب المقال، هناك وجهة نظر حول سبب اختيار واشنطن لإبداء حسن النية تجاه موسكو، هو أن الولايات المتحدة أظهرت علامات على أنها غارقة ومنهكة من القتال على جبهتين في مواجهة محور موسكو وبكين، واعتقادها أن الصين وروسيا سوف تتحدان بشكل أوثق إذا لم تحاول جذب موسكو إلى جانبها، وسيكون من الجيد بشكل عام لواشنطن أن تتحسن العلاقات مع موسكو.

وعلقت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي في 25 أيار/مايو على القمة المقبلة بأن الزعيمين "يسعيان إلى استعادة الاستقرار في العلاقات الأمريكية الروسية"، كذلك تضمّن البيان المشترك الصادر عن البيت الأبيض بشأن اجتماع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مع سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن الجانبين "اتفقا على أن تطبيع العلاقات الأمريكية الروسية سيكون في مصلحة البلدين والمساهمة في إمكانية الاستقرار"، وفقاً لموقع Politico .

وبحسب الموقع رفض سوليفان القول بأن بايدن يقابل بوتين في وقت مبكر من رئاسته قائلاً "إذا فكرت فيما تعاملنا معه منذ البداية مع روسيا فقد كان وقتاً عصيباً"، وقصد بذلك تمديد معاهدة ستارت الجديدة لمنع انتشار الأسلحة النووية، والعقوبات الأمريكية على روسيا لمحاولة التدخل في الانتخابات، وعملية التجسس الروسية سولارويندز، وحشد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية، والموجة الأخيرة من الهجمات الإلكترونية المرتبطة بروسيا.

لكن بايدن تعهد بالتحدث مع بوتين وإعادة تأكيد موقف واشنطن ضد الهجمات الإلكترونية الأخيرة التي أثرت بشدة على الأمن الغذائي وخطوط النفط والغاز في الولايات المتحدة، وأصدر تحذيراً لبوتين قبل اجتماعهما هذا الأسبوع قائلاً "يدرك الرئيس بوتين أنني لن أتردد في الرد على أي فعل مؤذٍ في المستقبل"، وأكد أنه لا يريد مشاكل مع روسيا، لكنه لن يتردد في فرض عقوبات إذا لزم الأمر، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست.

في كافة الأحوال، قد تكون هذه القمة رمزية، وقد لا تصدر عنها قرارات مصيرية، لكنها قد تعيد الاتصالات بين الأجهزة الأمنية الروسية والأمريكية، وسيكون أثرها في التغيير في مقاربة الملفات حول نقاط التقاء مصالح البلدين التي ستتبلور لاحقاً في أسلوب الخطاب السياسي بين دبلوماسيي البلدين. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7