ماذا وراء أمر بايدن بالتحقيق في أصل فيروس كورونا؟

إعداد _ رؤى خضور

2021.06.08 - 11:55
Facebook Share
طباعة

منذ أن أمر الرئيس جو بايدن وكالات الاستخبارات الأمريكية بالتحقيق لتحديد أصل فيروس كورونا وما إذا كان الوباء بدأ من مختبر في الصين، جادل المعلقون حول الفرق الذي يحدثه إذا تبين أن الفرضية صحيحة.

ولم تصدر بكين رداً رسمياً على بيان بايدن، لكن المسؤولين الصينيين رفضوا مراراً الدعوات للتحقيق في ما إذا كان الفيروس جاء من مختبر ووهان، ووصفوا تقرير منظمة الصحة العالمية بأنه كافٍ، وفقاً لوكالة رويترز.

قرار جو بايدن بتوسيع التحقيق مع ميل إحدى وكالات الاستخبارات إلى النظرية القائلة بأن الفيروس تسرب من مختبر ووهان، أدى إلى فتح فجوة جديدة في علاقة إدارته المتوترة مسبقاً مع الصين، فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان في 26 أيار/مايو "بالنسبة للبعض في الولايات المتحدة، فإن ما يدور في أذهانهم هو التلاعب السياسي، وفي كل مرة يتم فيها طرح قضية الوباء، يشوهون الصين ويهاجمونها".
واستشهد بذكريات حرب العراق عام 2003 والمعلومات الاستخبارية التي لا أساس لها، والتي استخدمت لتبرير الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، وقال تشاو إن "السجل السيئ السمعة لمجتمع الاستخبارات الأمريكية معروف منذ فترة طويلة للعالم"، وفقاً لصحيفة The Guardian.

وفي مقال نشره موقع CGTN الإخباري، التابع لقناة تلفازية صينية تحمل الاسم ذاته، يجادل الكاتب في الأسباب وراء قرار بايدن بتكليف الاستخبارات هذه المهمة، فمنظمة الصحة العالمية (WHO) هي المعنية الأساسية بالتحقيق، وهي تحت إشراف المجتمع الدولي ومجموعة هامة من العلماء والخبراء، والولايات المتحدة لديها أكبر عدد من الفائزين بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء والطب، لكن بايدن اختار مؤسسة الاستخبارات.

وبحسب الكاتب "لمَ قد يعتقد بايدن أن جواسيسه يمكنهم القيام بعمل أفضل من العلماء في مسألة علمية؟" خصوصاً أن وكالات الاستخبارات الأمريكية لا تملك مصداقية، ولديها تاريخ أسود في التحقيقات، إذ وفقاً لمجموعة من الوثائق الحكومية المكشوفة، تستخدم وكالة المخابرات المركزية البشر للتجارب، فبعد الحرب العالمية الثانية، جندت الحكومة الأمريكية علماء نازيون لإجراء سلسلة من التجارب البشرية المروعة، فيما يعرف باسم مشروع MKULTRA، الذي تضمّن غسيل الدماغ والتعذيب النفسي على البشر لتحسين الكفاءة في عمليات الاستجواب.

ولنكن واقعيين، السياسيون الذين يديرون الولايات المتحدة لن يبتكروا أسلوباً جديداً في التحقيق، والأمريكيون مازالوا يعيشون في عالم الخيال حيث كل شيء إما مؤامرة أو مخطط.
وهذا يعني أنهم لن يكلفوا أنفسهم عناء الاختبار على مواطنين أمريكيين، وقد قال رئيس المخابرات السابق، مايك بومبيو، علناً "نحن نكذب ونغش ونسرق".
وعلاوة على ذلك، فإن رئيس المخابرات المعيّن سيكون موجّهاً سياسياً وسيعمل تبعاً لإرادة الرئيس، في حين قد يحمل الأفراد، الذين سينجزون هذه المهمة، وجهة نظر مختلفةً تماماً عن رئيسهم، وفقاً للكاتب.

في المحصلة، إذا تبين أن فيروس Covid-19 قد بدأ في مختبر ووهان وتسرب منه، حتى عن طريق الصدفة، قد تجد واشنطن في ذلك ذريعة لفرض عقوبات جديدة قد تكون هذه المرة عقوبات دولية وإقليمية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 1