آخر قرارات واشنطن تثير خوف قسد هل تُسحب ورقة النفط

أدهم رهونجي

2021.05.25 - 01:34
Facebook Share
طباعة

 
لطالما عمدت الولايات المتحدة الأمريكية لطمأنة الأكراد في شرق سورية عموماً وتنظيم قسد على وجه الخصوص بأنها ورائهم ولن تتركهم وحدهم، كثيرة هي المحطات التي شعر بها التنظيم الكردي بالخيبة والطعنة في الظهر، من تخفيض للتواجد إلى التلويح بالانسحاب الأمريكي، إلى القول بأن تركيا شريك إقليمي مهم وفاعل وتاريخي بالنسبة لواشنطن .
في آخر الخطوات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الامتناع عن تمديد إعفاء من العقوبات كانت إدارة ترامب منحته العام الماضي لشركة النفط الأمريكية  دلتا كريسنت إنرجي للعمل في شمال شرق سورية، حيث حصلت الشركة على فترة سماح مدتها 30 يوماً فقط لإنهاء أنشطتها في شمال شرق سورية.
ما روجته بعض المواقع الأمريكية بأن هذا القرار هو تصحيح للسياسة الأمريكية وليس تحولاً من واشنطن يوحي بأنها ستتخلى عن الأكراد، وسط معلومات أخرى تفيد بأن الولايات المتحدة لن تمنح أية شركات أخرى جديدة إعفاءات من قانون قيصر .
مصدر قيادي من قسد قال حول ذلك : إن القرار الأمريكي أتى مفاجئاً لنا ، تواصلنا مع قيادة القوة الأمريكية المتواجدة في مناطقنا، فكان الجواب في البداية أن لا أوامر وتوجيهات لديهم بهذا الخصوص، وأن الأمر برمته مسألة سياسية في واشنطن، وهم مهمتهم حفظ الأمن ومراقبة أية خروقات وفق تعبيرهم.
وأضاف المصدر بالقول: ثم أتت إجابة أخرى عبر القنوات الأمريكية تقول بأن هذا القرار لا يستهدف قسد بل منعاً لتهريب ذلك النفط إلى مناطق الحكومة السورية، وبالتالي تشديد قيصر على دمشق بحسب قوله.
في سياق متصل أبدت بعض قيادات قسد التي تحصد أرباحاً من مرافقة قوافل النفط وتهريبه، بأن هذا القرار سيكون له منعكس  سلبي على موارد قسد، فضلاً عن كون العديد من الأسر التي يعمل أبنائها في مجال النفط واستخراجه ونقله ستكون أمام سيناريو الفقر والمعيشة الصعبة، ما يعني ارتفاع معدلات البطالة و جلوس العديد من الشبان بلا عمل وهذا يفسح المجال لارتفاع معدلات الجريمة، فضلاً عن كونه ثغرة يمكن لتنظيم داعش الاستفادة منها عبر تجنيد الشبان بالمال والترغيب بحسب رأيها.
بينما أرجعت أوساط كردية القرار الأمريكي إلى تنسيق بين واشنطن وأنقرة، حيث أن الأخيرة منزعجة للغاية من مسألة تمويل قسد وتقويته عبر أموال النفط السوري، مشيرةً إلى تسريبات لم يتم التأكد من صحتها، بأن تركيا عرضت على امريكا، أن تقوم الأخيرة باستخراج النفط وإدخاله إلى العراق أو تركيا وبيعه هناك دون أن يكون لقسد أي دور في ذلك، وهذا يتقاطع مع هدف الإدارة الأمريكية في عدم تهريب أي كميات من النفط إلى مناطق الحكومة السورية مما سيجعل عقوبات قيصر أشد تأثيراً على دمشق.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 8