الرئيس الحريري.. ما له وعليه

عمر غندور

2021.05.24 - 08:16
Facebook Share
طباعة

 ما كانت الخلافات والاختلافات في لبنان تدور يوما حول المصالح العامة، بل حول المصالح الخاصة، رغم براعة السياسيين في تصوير الامور على غير حقيقتها وغاياتها.

    بالامس انعقد مجلس النواب لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية الذي شرح فيها ازمة تشكيل الحكومة وهي شبيهة برسالته الى الرئيس الفرنسي في وقت مضى، ولم يورد جديدا حول الاسباب التي ادت الى ما نحن عليه اليوم.

     وقدم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بيانا طوباويا مسهبا حاول فيه ان يكون "لطيفا" مؤكدا براءة الذئب من دم يعقوب، وخلص الى ان فريقه لا طلبات له ولا شروط، بل الاسراع في تشكيل الحكومة.

    بدوره رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ادلى ببيان "مشغول" عالي السقف وفيه تفنيد للتفاصيل مبينا ومؤكدا انه لن يشكل الحكومة من غير الاختصاصيين ولن يعتذر عن التكليف، ولكنه لم يقفل جميع الابواب وابقى على قابلية تشكيلته الوزارية للحياة.

    وهناك تسريبات تقول ان الرئيس الحريري سيبقى على موقفه حتى انتهاء ولاية العهد ما لم تصله براءة ذمة من المملكة السعودية ترفع الحظر عن تشكيل الحكومة برئاسته.

    وفي ضوء انعدام اي حل للأزمة السياسية يبدو واضحا ان علاقة الرئيس المكلف برئيس الجمهورية غير قابلة للصرف، ولا نعلم ان كانت التفاصيل التي اوردها الرئيس المكلف سعد الحريري جرى عرضها على الجانب الفرنسي، وما اذا كان خطاب جبران باسيل له علاقة بمآل المفاوضات الاميركية الايرانية بشأن الملف النووي والاتصالات السعودية السورية، وما اذا كانت تحالفات نيابية جديدة وضعت على النار.

    وكالعادة استطاع الرئيس نبيه بري ان يلملم الاوراق المبعثرة و "يُبرد" حرارة المواقف، وكان واضحا حرصه على موقع الرئيس سعد الحريري، حتى ان القرار الذي خرجت به الجلسة النيابية كان معدا سلفاً وفيه كل براعة وحنكة وخبرة الرئيس بري.

    هذا في حسابات السياسيين، بينما العديد من دول الجوار تحذر من مخاطر كثيرة تهدد استقرار لبنان، وفرنسا كانت اكثر وضوحا عندما حذرت من فوضى كبيرة وهي تخشى ان يصبح لبنان دولة فاشلة كليبيا والصومال.

    وبات واضحا ان اي رئيس للحكومة لا يرغب في التقاط كرة النار في بلد الفساد فيه عصي على المعالجة ويفتقر الى الارادة الوطنية، وعلى مشارف رفع الدعم عن الكثير من الحاجات الاستهلاكية او ترشيد هذا الدعم في احسن الحالات وعلى المحروقات والدواء والبطاقة التموينية، وامتناع الدول المانحة عن تقديم اي مساعدة للبنان في غياب حكومة مسؤولة...

   لذلك نتمنى على فخامة الرئيس والرئيس المكلف تناسي الخلافات والعمل على تشكيل الحكومة التي ينتظرها الجميع للبدء بالاصلاحات الموعودة.

     بيروت في 24/05/2021

الحاج عمر غندور من كبار رجالات لبنان عامة وبيروت خاصة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5