الحرب العربية-العربية تاريخ أسود

إعداد - رؤى خضور

2021.05.22 - 03:54
Facebook Share
طباعة

مع تسجيل تغيير في معادلة الحروب العربية لم يكن له مثيل إلا زمن الملك الصالح أيوب في مصر عندما قال مقولته الشهيرة (وما بغى علينا باغ إلا دمرناه)، بدأت مرحلة التغيير في التوجه السياسي العربي العربي.

المشهد الشعبي يبدو أكثر وأقرب للواقعية منه عامي 1948 و1967، فماذا عن المشهد السياسي على المستوى الحكومي؟

في محاولة لمقاربة الوضع السياسي وقراءة الصراعات العربية العربية و التحالفات نجد حزمة كبيرة من التناقضات، فالمتحالفون في ليبيا خصوم على جبهات أخرى، والداعمون لحماس فرقاء تسود بينهم حروب القوة الناعمة، أما خليجياً فقد سبق اندلاع المواجهات مع الصهاينة أمران لا يجب تجاهلهما، إذ ظهر معسكران أولهما فرضته الأزمة الخليجية حيث وجدت قطر في إيران ضالتها المنشودة وحسمت أمرها في تقليل الرهان على الإخوان مع استمرار دعمهم من قبل قطر بشكل عام، بينما استمرت الكويت وعُمان في انتهاج الأسلوب البريطاني البعيد عن التصريحات المتطرفة تأييداً أم استنكاراً للأزمات أو التحالفات.

في حين كان الحلف الخليجي في سباق محموم مع الزمن لشيطنة الإخوان وقطر، وربما لا تأتي قضية الصحافي جمال خاشقجي بمدلولاتها السياسية بعيداً عن انتماءات الرجل الإخوانية لو ابتعدنا قليلاً عن الجريمة الدموية، لا تبدو قضيته معزولة عن مشهد مستعر آنذاك في التصعيد ضد الإخوان و الطريقة التي ابتزت بها تركيا السعودية تبدو أكبر بكثير من قياس القرار التركي الذي لم يجرؤ على ما هو أقل من ذلك بكثير في ملفات مصيرية مع روسيا و في الملف الليبي.

والمشهد العربي الأحدث هو دخول غزة، المدعومة قطرياً و إيرانياً و سورياً ومن حزب الله ومن تركيا بحسب مزاعم بعض إخوانييها، خط التصعيد والتخاذل التركي والمصري الواضح عن دعم القضية المحقة للفلسطينيين.

ما هي إذاً تفاصيل كواليس المسرحية الدائرة في عالم السياسة بين الحكومات؟

إن متابعة التصريحات تشير إلى وجود تنسيق قطري سعودي عالي المستوى دائم لم ينقطع إطلاقاً مهما بدا الأمر عكس ذلك، بدليل عدم اشتراط السعودية أي قطيعة من الجانب القطري مع إيران في حقبة المصالحات وبدليل توقيع الإمارات اتفاقية مع الكيان الصهيوني دون حضور سعودي وهو أمر يستحيل حدوثه دون تنسيق مسبق بين الحليفين.

ومع وجود اتفاقية قديمة قطرية إسرائيلية ينكشف المشهد عن حصان طروادة سياسي مثلته قطر لفترة معينة، ولكن جاءت تحالفات حماس المتعددة الأوجه لتغير المعادلة في حزمة العلاقات وإعادة إشعال فتيل حرب تم تتويجها باحتفالات انتصار.

و يضاف إلى ذلك، عمق تنسيق حماس مع الفريق السياسي في فترة الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي، الذي كان يشيع أجواء السلام مع إسرائيل كوجه إخواني وصل للسلطة لأول مرة في التاريخ.

بعد بحث ما تقدم تظهر حماس كمن يمسك خيوط اللعبة ولكن الدلائل جميعها تشير أن حماس، وفق تصريحات الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن ن ص ر الله في كانون الأول/ديسمبر الماضي، تقوم بالتنسيق المباشر بخصوص التسليح و مواعيد العمل وغيرها.

وهنا يأتي السؤال، من يدير غرفة عمليات حماس؟ سؤال نتركه برسم القارىء لمحاولة قراءة المشهد السياسي بدقة بالغة بعد أن نسأل ما هو سر اجتماع معظم فرقاء المشهد السياسي العربي على طاولة عشاء حماس الأخير؟ وهل سيعقب ذلك العشاء قيامة أم ماذا؟ 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7