من هم عرب إسرائيل؟

2021.05.20 - 12:22
Facebook Share
طباعة

 
يخوض فلسطينيو الداخل أو ما يطلق عليهم تسمية عرب 48 أو عرب إسرائيل معركة وجودية، فبين العنصرية وسياسة التمييز التي يواجهونها يومياً من قبل المجتمع الإسرائيلي المحتل الذي يحاصرهم، يجد الفلسطينيون أنفسهم قد فرض عليهم أمر واقع، التعايش مع محيطهم، متنازلين عن كافة حقوقهم الإنسانية كأصحاب للأرض.
 
ليس كل فلسطيني في الداخل متمسك بجذوره وحقوقه، فبعضهم اندمج مع واقع الحياة المفروض، ويعيش حياته "كإسرائيلي" وموظف في دوائر "الدولة"، أما الغالبية منهم فيصرون على التمسك بالجذور الفلسطينية، وما بين معركة تحصيل حقوقهم والبقاء وانتمائهم إلى شعبهم الفلسطيني في الأراضي المحتلة والشتات، وتواصلهم مع العالم العربي كجزء منهم، خاض فلسطينيو 48 معركة طويلة نجحوا وصمدوا في جزء منها.
 
وعلى الرغم من محاولات سلطات الإحتلال الإسرائيلية تضييق الخناق عليهم واستهداف لغتهم في محاولة لتهويدهم، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل بعد إصرار ونضال، ما أدى إلى الإعتراف باللغة العربية كلغة رسمية، بالإضافة إلى إدخال تعديلات على مناهج التدريس.
 
يطلق مصطلح "عرب إسرائيل"، أو "عرب48" على الفلسطينيين الذين لم يغادروا قراهم إبان نكبة عام 1948 ، أو عادوا إليها قبل صدور قانون المواطنة في دولة الاحتلال عام 1952، فعاشوا تحت سلطة الاحتلال، ضمن مناطقهم المحتلة، حيث ينظر إليهم قانون دولة الاحتلال على أنَّهم من مواطني "إسرائيل"،  ويحملون جنسيتها، ويتمتعون بكافة حقوقهم المدنية، والسياسية، في الانتخاب، والترشح، وإدارة البلديات، والحقوق في التعليم، والثقافة.
 
كما يمثلهم نائب في الكنيست (برلمان الاحتلال)، إلا أنّه قد تم إعفاؤهم من الخدمة الإلزامية في جيش الاحتلال "بناءً على العلاقات القومية التي تجمعهم مع عرب الدول المجاورة"، باستثناء الدروز والشركس منهم، كما يسمح للعرب المسلمين والمسيحيين أن يتقدموا كمتطوعين، إلَّا أنَّ هذه (المواطنة الكاملة) التي يمنحها الاحتلال للمواطنين الأصليين الفلسطينيين، ليس إلا حبراً على ورق في كثير من الأحوال.
 
يشكِّل السكان العرب الأصليون حوالي 20 في المئة من سكان الأراضي المحتلة، وتدعوهم دولة الاحتلال (الأقلية غير اليهودية)، كذلك تسميهم (عرب إسرائيل)، كما أنَّ أغلب هؤلاء العرب من المسلمين (نحو 80في المئة منهم)، ثم يأتي المسيحيون حوالي 11 في المئة، وأخيراً الدروز والشركس، حوالي 9 في المئة.
 
أغلب العرب، الذين استطاعوا البقاء في مناطقهم، أو العودة إليها قبل صدور قانون الجنسية الإسرائيلية عام 1952، تمكنوا من الحصول على الجنسية، باستثناء عشرات الآلاف من الفلسطينيين المقيمين في القدس الشرقية، الذين اقتصرت بياناتهم على الإقامة الدائمة، أو حتى بدونها، علماً أنَّ سلطات الاحتلال تتعامل مع طلبات التجنيس القادمة من القدس الشرقية بحذر شديد، كما يرفض جزء من سكانها وسكان الداخل الحصول على الجنسية أصلاً.
 
خضعت فلسطين المحتلة لحكم عسكري منذ إقامة "الكيان الإسرائيلي" منذ العام 1948 وحتى عام 1966، وبموجب الحكم العسكري لم يسمح للمواطنين العرب بالخروج من مدنهم وقراهم إلا بتصاريح من الحاكم العسكري. باستثناء القرى الدرزية، وذلك بسبب قرار القيادة الدرزية التعاون مع "الدولة الجديدة" بما في ذلك خدمة الشبان الدروز في الجيش الإسرائيلي. كما تم الإعلان عن جعل القرى المهجرة مناطق عسكرية مغلقة وذلك بموجب أنظمة الطوارئ ، مما أعاق عودة المهجرين إلى بيوتهم وقراهم.
 
في عام 1966 تم إلغاء الحكم العسكري، وطرأ تحسن على وضع ما يعرف إسرائيلياً بـ"عرب 48″، خاصة من الناحية الاقتصادية، غير أنهم واجهوا العزلة من قبل الدول العربية، ومن قبل المجتمع اليهودي في الداخل.
 
بعد حرب 1967 تغيرت أوضاع الفلسطينيين في الداخل جزئيا، خاصة بعد فتح معابر الحدود بين إسرائيل والأردن عن طريق الضفة الغربية التي وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي، كما خفت العزلة العربية عنهم بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في نهاية سبعينيات القرن الماضي، حيث ساعدت مصر فلسطيني الداخل على أداء فريضة الحج بواسطة اتفاق خاص بين إسرائيل ومصر والأردن، ونص الاتفاق على أن يمنح الأردن من يرغب من هؤلاء الفلسطينيين جوازات سفر أردنية مؤقتة لموسم الحج.
ويواجه عرب الـ48 بشكل مستمر موجات تحريضية دائمة من اليمين الإسرائيلي، ويوصفون بأنهم القنبلة الموقوتة داخل "إسرائيل"، حيث يبدي هذا اليمين قلقه من التزايد السكاني الملحوظ في الأوساط الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة. ووفقا للأرقام الرسمية فإن ربع مواليد الأراضي المحتلة (إسرائيل) هم من العرب.
وتتركز إقامة عرب ال48 في ثلاث مناطق رئيسية، هي جبال الجليل ومنطقة المثلث(يحدها من الشمال مرج بن عامر وجبل الكرمل، ومن الشرق الضفة الغربية، أما من الجنوب فتحدها مدن فلسطينية كاللد والرملة ويافا، وتمتد غربا حتى مدن ساحل البحر الأبيض المتوسط) وشمالي النقب.
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 3