جولة جديدة من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.. ما وراء ذلك؟

إعداد - رؤى خضور

2021.05.17 - 03:29
Facebook Share
طباعة

جعلت الخسائر الفادحة في الاشتباكات، التي دخلت أسبوعها الثاني بين الاحتلال الصهيوني وحركة حماس، هذا الصراع هو الأكثر حدة منذ العام 2014.
جاء التصعيد العسكري بسبب اضطرابات نهاية الأسبوع بين الشرطة الفلسطينية والصهيونية في المسجد الأقصى بالقدس، وهو مكان مقدس لكل من المسلمين واليهود، لكن الجذور العميقة لذلك مرتبطة بالغضب القديم تجاه سياسات الإخلاء "الإسرائيلية" ضد العائلات الفلسطينية وموقفها المتشدد بشكل متزايد في قطاع غزة.

وبنظرة تحليلية على الصعيد المحلي، تمر إسرائيل بأزمة سياسية بعد فشل رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة ائتلافية للمرة الرابعة، وكانت البلاد في مأزق سياسي منذ عامين، ما وضع زعيمها الأطول خدمة في أزمة بعد سعي حزب المعارضة إلى الإطاحة به.

من ناحية أخرى، فإن صعود الحزب اليميني المتطرف بعد نتائج الانتخابات الأخيرة يؤجج الموقف في غزة، وبحسب المحللين، من المحتمل أن ينتهز الحزب اليميني الفرصة للتحريض على القومية حول هذه القضية لكسب الشعبية بين الجمهور واستكمال الائتلاف.

كذلك الوضع مماثل في فلسطين، حيث أرجأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الانتخابات البرلمانية والرئاسية وسط خلافات حول التصويت في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل، والانقسامات في حركة فتح، لذلك يعتقد كثيرون أن الهدف الحقيقي من قرار تأجيل الانتخابات هو كسب مزيد من الوقت لتجنب فشل حركة فتح بسبب انخفاض شعريتها مؤخراً لصالح حركة حماس.

على الصعيد الدولي، تزيد سياسة الولايات المتحدة بشأن هذه القضية من حدة الصراع، وبحسب توم فودي، كاتب ومحلل بريطاني، فإن موافقة الولايات المتحدة شجعت الصهاينة على مواصلة سياستهم الاستيطانية في القدس الشرقية، وأججت غضب الفلسطينيين خصوصاً بعد إلغاء واشنطن المساعدات المالية للفلسطينيين، واعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ومازال الاتجاه العام للسياسة الأمريكية دون تغيير في ظل إدارة جو بايدن، وبقيت الوعود باستئناف إجراءات بناء السلام بين الصهاينة وفلسطين مجرد شعارات انتخابية لحملة بايدن، الذي اكتفى مؤخراً بالدعوة إلى تخفيض التصعيد في الصراع في غزة، قائلاً إنه "يريد أن يرى خفضاً كبيراً في الهجمات الصاروخية"، فيما عارضت واشنطن عقد اجتماع مجلس الأمن الدولي، في الوقت الذي تستطيع فيه أن تأخذ موقفاً حاسماً حيال العنف الجاري في فلسطين.

في النهاية، ليس مفاجئاً أن تكون سياسة بايدن مجرد استمرار للدعم الأمريكي غير المشروط الذي تقدمه كل إدارة أمريكية منذ تأسيس إسرائيل، لذلك فإن حالة الصراع المستمر في المنطقة تعود، إلى حد كبير، إلى انحياز الولايات المتحدة وطريقتها غير الفعالة في التعامل مع الطرفين. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 9