لماذا أخفقت القبة الحديدية ؟

اعداد جوسلين معوض

2021.05.17 - 10:46
Facebook Share
طباعة

 
يرى مراقبون ان مشهد هروب المستوطنين من المظاهرة التي تستهدف اقتحام المسجد الأقصى، بسبب الصواريخ التي أطلقت من غزة وفض جلسة للكنيست الإسرائيلي للسبب ذاته، بمثابة دليل دامغ على فشل نظام القبة الحديدية التي يسوّقها الاكيان الاسرائيلي المحتل باعتبارها من أنجح تقنياته العسكرية.
والمفارقة أن الولايات المتحدة الأمريكية، استوردت مؤخراً هذه القبة من الاسرائيليين، وقيل إنها سوف تستخدمها لحماية دول الخليج، ولكن من شأن سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية أنه يضر بسمعة هذا السلاح في سوق المنتجات العسكرية الدولية.
واستهدفت الصواريخ الفلسطينية مناطق بعيدة عن غلاف غزة التي كانت تستهدفه المقاومة تقليدياً، حيث وصلت حتى تل أبيب التي أغلق مطارها، وتفيد تقارير بأن المناطق التي استهدفتها صواريخ الفصائل الفلسطينية يسكنها نحو 4.5 مليون ونصف إسرائيلي، تم شل حياتهم بسبب هذه الهجمات، جراء اضطرار الكثير منهم للهروب إلى الملاجئ.
وتم تطوير نظام القبة الحديدية الإسرائيلي من قبل شركة Rafael Advanced Defense Systems وIsrael Aerospace Industries، ويستخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2011.
المنظومة فشلت في اعتراض أغلب الصواريخ الفلسطينية، والدليل إعلان تل أبيب عن تعليق الرحلات الجوية المدنية في مطاراتها؛ إثر تعرض وسط الاراضي المحتلة لهجمات صاروخية من غزة.
ومنذ إعلان الغرفة المشتركة للمقاومة التدخل يوم الإثنين، إثر الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، توالت الرشقات الصاروخية على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة بخاصة على عسقلان وأسدود.
ولكن اللافت أن الهجوم الصاروخي الذي استهدف القدس، يعد تطوراً نوعياً لأن الصاروخ احتاج مسافة أطول لينطلق من غزة للقدس، وقالت كتائب عز الدين القسام إنها استخدمت نوعاً جديداً من الصواريخ في هذا الهجوم.
 ولكن الضربة الأكبر للقبة الحديدية جاءت من خلال تعرض تل أبيب لقصف "لم يسبق له مثيل"، بعد أن أمطرتها المقاومة يوم الثلاثاء  بـ130 صاروخاً، ونشرت فيدويوهات تظهر النيران تشتعل في شوارعها، علماً بأن تل أبيب تقع على مسافة كبيرة من غزة (نحو 70 كلم، إضافة لاستهداف مدينة رعنان التي تبعد نحو 77 كلم). 
الخبر الأسوأ بالنسبة للكيان المحتل، أن المسافة الكبيرة التي قطعها الصاروخ من تل أبيب للقدس هي بمثابة إحراج للقبة الحديدية، لأنه يفترض أنه كلما زادت المسافة التي يقطعها الصاروخ في الهواء، زادت فرص رصده وإطلاقه.
ووسع وزير دفاع الكيان الاسرائيلي بينى غانتس ورئيس أركانه أڤيڤ كوخافي مساحة إعلان الطوارئ، حتى ٨٠ كيلومتراً من قطاع غزة، وهذا أمر غير معتاد، حيث كان أقصى نطاق لحالة الطوارئ لصد أية رشقات صاروخية من الفصائل الفلسطينية، لم يتجاوز الـ٤٠ كيلومتراً من قبل.
وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس إن الصواريخ التي استخدمت ضد تل أبيب من النوع الثقيل وإنها استهدفت مطار بن غوريون وهى وفقاً لبيان للقسام، من طراز A120، تيمناً بقائد القسام رائد العطار.
وأفاد البيان بأن هذه الصواريخ، تحمل رؤوساً متفجرة ذات قدرة تدميرية عالية، ويصل مداها إلى 120 كم، وتدخل الخدمة بشكل معلن لأول مرة".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن منظومة "القبة الحديدية"، فشلت في اعتراض صواريخ تم إطلاقها من قطاع غزة بسبب "خلل فني"، دون توضيح نوعية هذا الخلل.
وقالت كتائب القسام التابعة لحركة حماس إنها استخدمت تكتيكاً جديداً في إطلاق الصواريخ على عسقلان سمح لها بتجاوز القبة الحديدية .
وقالت الكتائب في بيان إنها استخدمت لأول مرة "تكتيكاً خاصاً بإطلاق صواريخ السجيل ذات القدرة التدميرية العالية في دك عسقلان ظهر الثلاثاء، ونجحت في تجاوز القبة الحديدية لتوقع في صفوف العدو قتلى وجرحى رداً على استهداف البيوت الآمنة".
وبالفعل، أكد خبراء عسكريون اسرائيليون قول كل من "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بأن في حوزتهما صواريخ حديثة تمكنت من تجاوز منظومة "القبة الحديدية" والوصول إلى أهدافها وإحداث أضرار كبيرة.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 2