بعد انتفاضة الأقصى الأخيرة: فلسطين لن تكون كما كانت

إعداد - رؤى خضور

2021.05.12 - 02:53
Facebook Share
طباعة

 

 
 
 
قالت منظمة حقوقية تابعة للأمم المتحدة إن "إسرائيل لا تستطيع فرض قوانينها الخاصة لطرد الفلسطينيين"، وقال المتحدث باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل،، إن إخلاء الشيخ جراح إذا نُفذ، سينتهك التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي، وأكد في بيان صحافي نشره مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن القدس الشرقية تظل جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي يسري فيها القانون الإنساني الدولي.
 
وبحلول فبالتزامن مع الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة وسرقة فلسطين، يواصل الكيان الصهيوني اغتصاب ما تبقى من أرضها التاريخية ومحو الهوية العربية للقدس من خلال سياسة التطهير العرقي منذ قيام الكيان المغتَصِب عام 1948، ومن هنا جاء قرار اليوم بطرد سكان حي الشيخ جراح في قلب القدس الشرقية العربية المحتلة من قِبَل الصهاينة منذ العام 1967، خدمة لمشروع استيطاني ضخم يضم 600 وحدة استيطانية.
وليست أزمة الشيخ جراح سوى نموذجاً مصغراً للاستيلاء على فلسطين منذ العام 1948 وما بعده، مع استخدام الصهاينة لأدوات الخداع ذاتها. 
 
لكن انتفاضة الأقصى اليوم أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العربي والدولي بعد أن كادت تختفي مع انتشار جائحة التطبيع الذي اجتاح العالم العربي، وقد ثبت أن المليارات التي دفعتها دول التطبيع وعلى رأسها الإمارات لمحو فلسطين من الضمير العربي تذهب سدى، فما زالت بوصلة الشعب العربي تشير إلى فلسطين والقدس ولن تتمكن دول التطبيع من إعادة توجيهها مهما حاولت بقوتها وأموالها وإعلامها.
 
لكن مما لا شك فيه أن الفلسطينيين الذين يدافعون عن المسجد الأقصى والشيخ جراح يدافعون عن كرامة وشرف الأمة الإسلامية بأسرها، إنهم يدفعون ثمن تقاعس حكامهم الصهاينة العرب وإهمالهم بلحمهم ودمائهم. ومثل هؤلاء الحكام يغضب الأمة من عدم قدرتهم على نصرة القلوب والعقول والأرواح.
 
ما يحدث في الشيخ جراح والقدس هو نقطة تحول حاسمة، وقد لا يعود الوضع كما كان، ففلسطين اليوم أمام فرصة تاريخية لإنهاء الانقسام السياسي وإعادة التماسك لجسدها بأسره بالاتفاق على مشروع تحرير وطني شامل يكون جوهره مقاومة واسعة النطاق تشرك الشعب الفلسطيني كله.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 9