العيد مُرّاً: كيف تغيّرت عادات السوريين في "الفطر السعيد"؟

خاص آسيا - عبير محمود

2021.05.11 - 07:41
Facebook Share
طباعة

 لأول مرة منذ عشر سنوات، يودع السوريون شهر رمضان دون أي مظاهر بالفرح لاستقبال عيد الفطر الذي بات مثقلاً بهموم المعيشة وتكاليفها الكبيرة.


"لا القتل ولا الدمار أثرا على العادات والطقوس الدينية والمظاهر الاحتفالية كما أثر الغلاء المعيشي"، بحسب ما يرى عدد من المواطنين في محافظات سوريّة عدة، مشيرين في حديثهم لـ"وكالة أنباء آسيا"، إلى أن ارتفاع الأسعار كسر التقاليد وحرم الأطفال من بهجة العيد هذا العام.


لا كعك في العيد

أم رامي –ربة منزل- تقول لـ"آسيا": لم أتخيل يوماً أن يأتي عيد الفطر دون أن أتمكن من صنع الحلويات لأولادي وأحفادي، منذ سنوات لا نقدر على شرائها وكنت أعتمد على صنعها منزلياً بمواد أولية بسيطة إلا أن حتى هذه المواد باتت تتطلب قرضاً هذه الأيام.


وبيّنت السيدة الستينية أن سعر السميد ارتفع عدة أضعاف وسعر كيلو السمنة يناطح العشرة آلاف، والمكسرات والتمور تبدأ من 15 ألف حتى 38 ألفاً، وهذا إذا لم نتحدث عن مجموع الكميات التي اعتدت صنعها بما يعادل 3 كيلو من كل صنف "معمول بجوز وعجوة وكعك العيد العادي"، وفي حسبة بسيطة تحتاج حوالي 150 ألف ليرة بعد ان كلفتها لا تتجاوز 10 آلاف ليرة سابقاً، قائلة: "بلاه الحلو خليّ العيد مرّ متل باقي أيامنا".


حسان – موظف حكومي- يوضّح لـ"آسيا"، بأن سعر كيلو أي صنف من الحلويات سوءا معمول أو بقلاوة وجزرية وغيرها يتطلب إضافة نصف راتبه فوق مرتبه الذي لا يتجاوز 56 ألف ليرة، متسائلاً: العيد لمن؟ ومن هم أصحاب العيد في بلدنا المنكوب معيشياً؟.


مبررات الحلو.. مرّة!

أصحاب محال للحلويات، اعتبروا في حديثهم لـ"آسيا"، أن ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج جراء ارتفاع سعر الصرف أدت لتضاعف أسعار الحلويات مقارنة بسنوات سابقة.


وذكر حلونجيون بأن مواد التصنيع بدءاً من الغاز الصناعي (25 – 50 ألف ليرة للاسطوانة خارج البطاقة الذكية)،  إلى الزيوت والسمون، وصولاً إلى العجين والسميد والجوز واللوز والفستق والتمر والسكر والملونات، جميعها زادت بأكثر من 150 % وترتهن بسعر الصرف وما يفرضه التجار علينا كأصحاب مهن لا حول لنا ولا قوة أمام من يفرض الأسعار في السوق، على حد قولهم.


بين مبررات أصحاب المهن وتذمر المستهلكين، يتساءل الشارع السوري عن مصير الوضع المعيشي بشكل عام، مطالبين الجهات الاقتصادية المعنية بموازاة القدرة الشرائية مع واقع الأسواق وسط تخلي المواطن تدريجياً عن عاداته ومأكولاته لدرجة باتت تنذر بكارثة معيشية تهدد الطبقة الفقيرة والوسطى على حد سواء.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 7