التقارب الإيراني السعودي: انتهاك خطير للجبهة "الإسرائيلية"

إعداد - رؤى خضور

2021.05.10 - 03:53
Facebook Share
طباعة

جرت مطلع الشهر الماضي محادثات سرية بين إيران ومسؤولين سعوديين في بغداد لبحث الخلافات بين الجانبين، بما في ذلك الحرب في اليمن والجماعات المدعومة من إيران في العراق، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، وذكرت الصحيفة أن إيران حثت السعودية على وقف جهودها ضد الجماعات الموالية لإيران في العراق وسورية، والكف عن الضغط من أجل فرض عقوبات على إيران والامتناع عن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وتجدر الإشارة أن هذه المحادثات هي أول حوار سياسي كبير بين البلدين منذ العام 2016.

توترت العلاقات بين إيران والسعودية في الأعوام الأخيرة نتيجة تضارب المصالح في قضايا معينة في المنطقة ذات إيديولوجية محددة في السياسة الخارجية، كما يتنافس البلدان في أوبك وسوق الطاقة بسبب مواردهما النفطية الهائلة، فضلاً عن أن الشرق الأوسط لطالما كان ساحة نزاع القوى الدولية، لذلك تأثرت العلاقات الإيرانية السعودية بالاتجاهات الدولية والتنافس بين القوى العظمى.

ومن وجهة نظر إيران، فإن التوترات بين البلدين متجذرة في قضايا مثل تدخل القوى غير الإقليمية في الشؤون الداخلية والخارجية لدول المنطقة، واستبعاد إيران من عملية الحوار بشأن القضايا الإقليمية، في حين أن العداء بالنسبة للسعودية قائم على أساس الهوية والطائفية، لذلك ترفض الرياض دور إيران في تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بموضوع الملف النووي الإيراني، وظهر العداء جلياً في حرب اليمن، التي تدعم فيها إيران والسعودية مجموعات مختلفة.

في المقابل، كشف معهد دراسات الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، في تقييمه الاستراتيجي، أن الاجتماعات التي جرت في الأسابيع الأخيرة بين إيران والسعودية هي تطور جديد منذ قطع العلاقات بين البلدين في العام 2016، وذكرت الدراسة أن الإدارة وجهت انتقادات شديدة للسعودية بالتزامن مع بدء حوارها مع طهران بشأن الملف النووي، ودفع هذا التغيير في مواقف البيت الأبيض الرياض إلى إجراء تعديلات في سياستها الخارجية، بما في ذلك المصالحة مع قطر، ووقف الحرب على اليمن، والحوار مع طهران.

بالإضافة إلى أن السعودية قلقة من نفوذ طهران والقوات الموالية لها في اليمن، ومن إنجازات الإيرانيين في سورية والعراق ولبنان، وبالمقابل، مازالت إيران تعتبر السعودية منافساً وعاملاً رئيساً في تشجيع واشنطن على استمرار سياستها المناهضة لإيران.

وأكد مركز الأبحاث الصهيوني أن "التقارب الإيراني السعودي سيؤدي إلى انقسام كبير في الجبهة المناهضة لإيران، والأهم أنه سيقضي على عنصر أساسي في الجبهة المعارضة لعودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي"، ألا وهو الرياض.
وذكر المعهد أنه "في هذه المرحلة المبكرة يصعب تقدير احتمالات نجاح المحادثات، وربما تفشل، وحتى إذا تحسنت العلاقات بين السعودية وإيران، فإن التحول لن يكون جوهرياً، فالعداء بين الجانبين عميق"، وشدد مركز الأبحاث، الذي يعتبر مرجعية أكاديمية لصناع القرار في الكيان الصهيوني، على أن التقارب الإيراني السعودي الملموس سيشكل تهديداً حقيقياً للجبهة المناهضة لإيران.

بالرغم من أنه لا ينبغي توقع حل جميع مشاكل إيران والسعودية في المفاوضات الحالية، لكن بمقدور الدولتين التركيز على التنمية السياسية والاقتصادية، والأهم من ذلك، هو أن تطبيع العلاقات الإيرانية السعودية سيسهم إلى حد كبير في حل الأزمة اليمنية، والتعاون في إعادة بناء اليمن وفترة ما بعد الأزمة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4