الانتفاضة الفلسطينية: القدس على شفا انفجار

رؤى خضور

2021.05.05 - 08:56
Facebook Share
طباعة

لم يمض بالكاد شهر على إعلان جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومبعوث الشرق الأوسط، انتهاء الصراع العربي الإسرائيلي، ليكتب مؤخراً في صحيفة وول ستريت جورنال، أن "الزلزال السياسي" الذي أحدثته الموجة الأخيرة من التطبيع العربي مع "إسرائيل" لم ينته.

فلقد أثبت الكيان الصهيوني بغطرسته وعدوانيته أنه مستعد لإلغاء وطمس أية هوية سياسية أخرى، وحله الوحيد للصراع هو العدوان وفرض هيمنة الأقلية اليهودية على الأغلبية العربية الفلسطينية.

أن تكون فلسطينياً هو أن تتلقى ضربة تلو الأخرى، آخرها قبول الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للصهاينة، ومنع الصهاينة للفلسطينيين في القدس من التصويت في انتخابات بلادهم، فضلاً عن انقسام القيادة الفلسطينية نفسها.

لكن يبدو أن مشروع اليهود في إقامة دولة "إسرائيل" لم يكن يوماً من الأيام في خطر أكثر مما هو عليه الآن، لأن الزلزال الحقيقي بدأ يهز الصهاينة الآن في القدس والأراضي التي احتلوها عام 1948.

ولا شك أن المقدسيين يواجهون حملة منظمة من التطهير العرقي، فهم إما يُجبَرون على هدم منازل بُنيت دون تصريح تخطيطي، أو يُطرَدون من منازلهم، لكن الجيل الجديد من المتظاهرين شباب لا يعرف خوفاً ولا زعيم، لا فتح ولا حماس لهما أي نفوذ هنا، والقدس هذه المرة هي بوتقة الشعلة التي تغذي الثورة، ففي كل فجر يأتي "حماة الأقصى"، كما يسمون أنفسهم، من البلدات الفلسطينية من داخل حدود عام 1948 للصلاة في القدس، لتكون هذه الانتفاضة هي الأولى التي تحدث داخل القدس، ووفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية، هناك خلاف بين مختلف فروع قوات الأمن الصهيوني حول كيفية الرد، وقالت الصحيفة إن أجهزة المخابرات حذرت الشرطة من إغلاق السلالم المؤدية إلى باب العمود "بسبب الانفجار الذي قد يسببه في المنطقة".

في المقابل شرع جو بايدن في محاولة لاستعادة القيادة الأمريكية من خلال تبني سياسة خارجية يُزعم أنها تستند إلى دعم حقوق الإنسان، فإدارته هي الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي تعترف بالإبادة الجماعية للأرمن، ولكن إذا كان ارتباط بايدن بحقوق الإنسان حقيقياً وليس مجرد شعارات طنانة، فيجب أن يبدأ في محاسبة أكبر منتهك لحقوق الإنسان: إسرائيل، إذ لم يعد من الممكن تجاهل الأدلة الدامغة على انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني يومياً.

في كافة الأحوال، تشير الوقائع اليوم أن حسابات رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، كانت خاطئة باعتقاده أن فتح العلاقات مع الدول العربية، والتطبيع معها عبر اتفاقات إبراهام، هو الوسيلة التي يمكنه من خلالها تجاوز الدولة الفلسطينية وتجاهل الحقوق الفلسطينية، وبالنسبة للفلسطينيين، لم يعد من المهم كيف سيكون رد فعل بايدن أو بقية العالم، لقد تخلى عنهم المجتمع الدولي، وأهملهم الإعلام، وخانتهم معظم الدول العربية، وتجاهلتهم قيادة أصبحت غير مرتبطة باحتياجاتهم، وبات مصيرهم الآن في أيديهم وحدهم، في الشوارع والساحات كما كان دائماً. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 1