إنهاء حرب اليمن بقي مجرد ادعاء.. فماذا عن أفغانستان؟

رؤى خضور

2021.05.05 - 06:45
Facebook Share
طباعة

في أوائل شباط/فبراير، أوضح الرئيس الأمريكي جو بايدن هدفه في إنهاء الحرب في اليمن، لكن اليوم، بعد شهور، بدأ هذا الوعد في التلاشي ومعه اهتمام وسائل الإعلام بالقضية، بل حتى أن الحرب اشتدت ضراوة.
صحيح أن المملكة العربية السعودية عرضت على حركة أنصار الله اليمنية الشهر الماضي اتفاقاً من شأنه تنفيذ وقف إطلاق النار، إلا أن الصفقة لم تسمح برفع الحصار عن ميناء الحديدة ومطار اليمن الدولي، وهذا الحصار هو أسوأ جوانب الحرب المستمرة منذ 5 أعوام، وهو سبب حالة المجاعة الحالية في البلاد، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها "أكبر أزمة إنسانية في العالم".
لذلك من أجل إمداد البلاد بالنفط وكسر ظهر القوات المدعومة من السعودية في اليمن، شن أنصار الله هجوماً على مأرب آخر معقل شمالي تدعمه السعودية في البلاد، وردّاً على ذلك، قصفت الطائرات الحربية السعودية مناطق حضرية ومواقع عسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء.
وكما كان متوقعاً، أثبتت إدارة بايدن أن السعودية حليف مقرّب وأكبر من أن يمارس عليه الضغط، بل تم تصويرها، على غرار "إسرائيل"، على أنها الضحية المظلومة لهجمات الصواريخ والطائرات "الإرهابية"، والتي تدفعها للقيام "بفعل دفاعي".

الآن، يدّعي بايدن أن القوات الأمريكية ستنسحب من أفغانستان بحلول 11 أيلول/سبتمبر، لكن تصرفه مع السعودية يعطينا نظرة مسبقة لما سيحدث، فعلى الرغم من أن قرار الانسحاب من أفغانستان يبدو خطوة إيجابية في ظاهره، إلا أنه يُخلّ حقيقة باتفاق الرئيس السابق دونالد ترامب مع طالبان، والذي نص على ضرورة انسحاب القوات الأمريكية بحلول الأول من أيار/مايو، وهو ما تجاهله بايدن.

في كافة الأحوال، ما أصبح واضحاً اليوم مع إدارة بايدن هو أنه لا يوجد أي وعد لا يمكن الإخلال به، ففي اليمن تصاعدت الحرب ولم يُرفع إصبع ضد السعودية، وبالنسبة للاتفاق النووي الإيراني، تسمح الولايات المتحدة لإسرائيل بارتكاب هجومية ضد إيران وترفض التخلي عن رفع العقوبات عن الأخيرة، وفيما يتعلق بأفغانستان، يمكن اختلاق مبرر الإبقاء على الاحتلال غير الشرعي بالسهولة ذاتها، ويبدو أن التمهيد قد تم، فالحجة للبقاء في أفغانستان يتم بثها في جميع وسائل الصحافة الغربية، إما في محاولة للقول بأن الولايات المتحدة يجب أن تظل لأسباب إنسانية، أو أن طالبان سوف تسيطر على البلاد بالكامل، لكن استراتيجية جعل الأمر يبدو وكأن بايدن يريد إنهاء أطول حرب للولايات المتحدة ستتيح له مجالاً للمناورة السياسية، وهو تكتيك شائع من قبل رؤساء الولايات المتحدة فيما يتعلق بأفغانستان، على غرار حرب فيتنام.

حتى الآن، بالنسبة لشعب اليمن، الذي يعيش في فقر مدقع ويعاني من تفشي الجوع والمرض، يظل الوضع على ما هو عليه في المستقبل المنظور، والوعود بإنهاء الحرب لم تحقق شيئاً، والوعود بإعادة الدخول في اتفاق إيران النووي لم تتحقق، لذلك لن يكون ضرباً من الخيال الاعتقاد بأن قرار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان سيكون أيضاً مجرد مهزلة جديدة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 1