تطورات هامة في ملف إدلب وتحذيرات من مواجهة

إعداد - نائل محمد

2021.04.26 - 05:20
Facebook Share
طباعة

 يشهد ريف إدلب الجنوبي، قصفاً ورمايات مركزة ومعارك خاطفة بين الجيش السوري من جهة والمتطرفين من جهة إلى جانب الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة في تلك المنطقة.


 وقد قام الجيش السوري بتنفيذ قصف صاروخي على مناطق في خربة الناقوس والعنكاوي بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، وسط تحليق لطائرات استطلاع في أجواء إدلب، على صعيد متصل، تعرضت مناطق في الفطيرة وسفوهن وفليفل وبينين ضمن جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، لقصف صاروخي من قبل قوات الجيش السوري.


المشهد يحمل تطورات كثيرة، من المعارك الدائرة وعمليات القصف المركز، إلى دخول قوات تركية جديدة، وإنشاء كيان عسكري مدعوم من أنقرة، إلى تسريبات عن محاولة موسكو وأنقرة التوصل إلى اتفاق تهدئة.


كيان تركي جديد بلباس سوري في ادلب

عملياً، تمّ البدء بتشكيل الكيان العسكري داخل سوريا في شهر نيسان 2020، والذي يتألف من 11 لواء، بتعداد 13200 مقاتل ، ويقسم كل لواء إلى 4 كتائب، تضم الكتيبة الواحدة 300 مقاتل ، ولكل لواء قائد يتبع مباشرة لضابط من الجيش التركي وهو القائد الفعلي للواء  ويأتمر بأوامره، كما أن لكل قائد كتيبة قائد سوري وقائد تركي  فعلي للكتيبة، وقد تم تسمية الألوية والكتائب بأسماء الألوية التركية التي تتبع لها، وعُرف من هذه الألوية “اللواء ال 47”.


تم تشكيل  القوات الرديفة  من عدد من فصائل المعارضة المتواجدة في إدلب، منها فصائل فيلق الشام  وصقور الشام  وأحرار الشام  وتجمع دمشق  والفرقة 21  ولواء السمرقند  هي نواة هذه القوات، حيث كان معظم عناصره منها.


تقدم تركيا الدعم الكامل لهذه القوات بما فيها السلاح واللباس والطعام ورواتب شهرية، حيث يبلغ راتب العنصر الواحد 600 ليرة تركية شهرياً، أي ما يعادل 85 دولار أمريكي، كما خضع عناصر هذا الكيان “  لمعسكرات تدريب في  معسكر المسطومة  ومطار تفتناز  تحت إشراف ضباط أتراك، تدربوا فيها على الآليات العسكرية التركية بشكل أساسي.


تنحصر مهام “القوات الرديفة” في حراسة النقاط التركية من الخارج، وإنشاء حواجز على الطرق المؤدية للنقاط التركية والتواجد ضمن المحارس التي أنشأتها تركيا على الطريق الدولي M4 ومرافقة الأرتال العسكرية التركية أثناء دخولها وخروجها من وإلى سورية، إضافة إلى حماية و تأمين معبر كفرلوسين المخصص لدخول المعدات والقوات التركية.


يأتي هذا بالتزامن مع تحركات عسكرية للقوات التركية في مناطق المسطومة والنيرب جنوب شرق إدلب، وقيام فرق من الهندسة بمسح المنطقة المحيطة بالنقاط خوفًا من وجود أي ألغام متفجرة مزروعة في المنطقة.


تدخل تركي خوفاً من قلب المشهد الميداني

وصلت تعزيزات عسكرية تابعة للجيش التركي إلى منطقة الزيادية بريف جسر الشغور غربي إدلب، بهدف إنشاء نقطة مراقبة عسكرية جديدة في المنطقة، وتضم التعزيزات مصفحة ومجنزرات ثقيلة لتعمل على إنشاء سواتر ترابية وحفر الخنادق بمحيط النقطة، بالإضافة لشاحنات تحوي كتل اسمنتية تم إفراغها في منطقة الزيادية، التعزيزات وصلت بعد ساعات قليلة من قيام ضباط أتراك برفقة الجبهة الوطنية للتحرير، باستطلاع نقطة مدرسة الزيادية الواقعة وسط البلدة.


المشهد بحسب خبراء يوحي بتصعيد قادم قبل اتفاق الأتراك والروس على صيفة ما بشأن ادلب، فيما ترى مصادر مقربة من جبهة التحرير الوطنية المدعومة من أنقرة بأن الجيش السوري يسعى لإحداث تغيير جغرافي وميداني في المنطقة قبيل الانتخابات الرئاسية، ويؤكد ذلك كثافة القصف الصاروخي والجوي على مناطق المعارضة المسلحة، وهو الأمر الذي دفع تركيا للتحرك بسرعة من أجل حماية تلك الفصائل والحؤول دون كارثة عسكرية قد تغير موازين القوى في الشمال السوري وفق قولها.


هل تكون القوات التركية أهداف مشورعة

على صعيد آخر أوساط مطلعة من دمشق، تقول إن خيار تحرير ادلب محسوم، ولا يحق لأي دولة اخرى البت فيه ، واصفةً التواجد التركي بـ"الاحتلال" الذي يتحول لأهداف عسكرية مشروعة، مضيفةً بالقول: أرسل الأتراك تعزيزات عسكرية، وهم يقومون بإنشاء قواعد ونقاط مراقبة جديدة، لكن في حال استمرت الاعتداءات من قبل المجموعات المسلحة على مناطق تابعة للحكومة السورية، فإن التواجد التركي إلى جانبهم لن يحميهم من صواريخ الجيش وفق تعبيرها.


بينما هناك رأي آخر يقول بأن الروس لن يسمحوا بانزلاق المشهد إلى مواجهة عسكرية بين أنقرة ودمشق، إذ تتسرب معلومات عن محاولات روسية ـ تركية للتوصل إلى اتفاق وقف دائم لاطلاق النار في الشمال، دون أن تتأكد تلك التسريبات التي تتعارض مع الواقع الميداني الحالي والمتمثل بقصف مركز على معاقل المعارضة المسلحة في ريف ادلب وحماة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5