كيف قتل الرئيس التشادي؟

إعداد - كارلا بيطار

2021.04.21 - 04:03
Facebook Share
طباعة

 رحل الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو مثخناً بجراحه خلال مواجهة عنيفة في الشمال مع قوات المتمردين القادمة من ليبيا بزعامة محمد مهدي علي.


لا تزال المعلومات شحيحة جداً بشأن ما حدث لديبي، وباستثناء بيان صادر عن الناطق باسم الجيش، فلا يوجد مصدر آخر يؤكد أو يضيف قصة مقتل الرئيس الراحل في مواجهة مع المتمردين في شمال البلاد.


وتضيف المصادر الرسمية أن ديبي كعادته انتقل يوم الأحد إلى منطقة القتال لرفع معنويات جيوشه، قبل أن يصاب أثناء مناورة للتصدي للمتمردين، حيث نقل إلى العاصمة ليلفظ أنفاسه في وقت لاحق.


وسبق للرئيس الراحل أن قاد عدة مرات عمليات للتصدي للمتمردين الذين واجهوا نظامه طيلة العقود المنصرمة، ورغم شيوع واستقرار هذه الفرضية الرسمية، فإن روايات أخرى تتداول منذ ساعات، ومن أهمها:


– فرضية الاغتيال الشخصي: من طرف أحد مرافقيه أو حراسه، خصوصا وأن عددا كبيرا من عناصر الجيش ينتمون إلى القبائل الشمالية، وبعضها يدين بالولاء لبعض خصوم ديبي.


– تصفية داخل القصر أو خيانة من بعض المقربين: ويستعبد أصحاب هذه الفرضية حدوث انقلاب عسكري تقليدي، كما يستبعدون في الوقت ذاته وجود أي رئيس على خطوط القتال بشكل مباشر مع أعدائه.


ثم إن عدم الإعلان عن مقتل قادة بارزين أو مرافقين عسكريين للرئيس يثير تساؤلات بشأن صحة الرواية الرسمية، إذ ليس من المنطقي -وفقا لأصحاب هذا الرأي- أن يموت وحيدا في الميدان دون أن يصاب من حوله بأذى.


ويعتقد المسوقون لهاتين الفرضيتين أن بعض العسكريين ربما تخلصوا من ديبي حتى لا يجرفهم سيل الأزمة التي انطلقت سياسيا من خلال رفض المعارضة لولاية ديبي السادسة، وعسكريا من خلال تمرد الكتائب الشمالية بقيادة محمد مهدي علي.


– انقلاب عسكري تقليدي: ورغم وجود أرضية مناسبة وأجواء مهيئة لانقلاب عسكري في البلاد بحكم حالة الاحتقان السياسي والتمرد العسكري وطول فترة بقاء الرئيس، فإن التطورات التي صاحبت وفاة ديبي لا ترجح فرضية الانقلاب التقليدي من طرف المؤسسة العسكرية، بحكم أن منطق الانقلابات التقليدية يقوم في الغالب على إلغاء ولعن السابق ومن حوله، في حين أن المجلس العسكري الذي تولى زمام السلطة يقوده نجل الراحل.


ورغم تعدد الفرضيات، فإن المؤكد هو أن الغموض ما زال يلف الموقف، وأن الانتخابات الرئاسية التي انتهت للتو قد فتحت بوابة أزمة سياسية وأمنية كبيرة في البلاد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 7