في ظل أزمة النقل.. سوريون يجدون الحل البديل

وكالة أنباء آسيا – نور ملحم

2021.04.19 - 05:38
Facebook Share
طباعة

 لم يتردد أبو مصطفى البالغ من العمر (45 عاماً)، لحظة في شراء دراجة نارية بعد أزمة الوقود الخانقة التي تشهدها سوريا منذ بضعة أشهر، وتخفيض كمية البنزين المخصصة للسيارات العامة والخاصة، مؤكداً أن هذه الوسيلة جيدة وتفي بالغرض وتوفر وقود.


وتحدث الرجل الأربعيني لـ"وكالة أنباء آسيا"، قائلا إن ليتر البنزين في السوق السوداء يباع بـ3 آلاف ليرة فيما يضطر أصحاب السيارات لشرائه رغم ارتفاع أسعاره لأن مخصصات التعبئة للبنزين من محطات الوقود أسبوعيا لا تتجاوز 20 ليترا، وهي حصة غير كافية.


مضيفا: “تعرفة النقل العام" التكسي"  باتت تسعر بـ2500 ليرة، ويحتاج الموظف 5 آلاف ليرة يوميا للذهاب والإياب، أي ما يعادل 130 ألف ليرة شهريا أجور مواصلات، علما أن راتب الموظف 70 ألف ليرة 


ويختم أبو مصطفى الذي كان يقف بجانب دراجته النارية التي اشتراها منذ أسبوعين قررت أن أركن سيارتي في الكراج، وان ابحث عن وسيلة تنقل أخرى تمكنني من قضاء احتياجات المنزل، فكان القرار شراء دراجة نارية"، مؤكدا أنه في البداية كنت محط سخرية من قبل البعض، ولكن الان وبعد أن شاهدت الكثير من الناس اشتروا دراجات نارية ولنفس الغرض شعرت بالسرور.


الأزمة تفاقمت

من جهة أخرى، أقر باسل الرجب، وهو سائق سيارة عمومي من دمشق، إن “الأزمة تفاقمت بشكل لافت بعد قرار وزارة النفط بيع البنزين وفق نظام إرسال الرسائل النصية القصيرة للمشتركين عبر تطبيق (وين) باسم المحطة”، حيث يتوجب عليهم التوجه لها خلال 3 ساعات محددة.


واشتكى الرجب من تأخر وصول الرسائل لأصحاب السيارات لأيام، وقال: “منذ 15 يوما لم تردني رسالة تعبئة البنزين كغيري من السائقين. نضطر للجوء إلى السوق السوداء لشراء اللتر بـ3 آلاف ليرة لنقضي اعمالنا، بعد أن تنفد العشرون لترا من مخصصاتنا. نحن مجبرون على التنقل بين المدن ومراكز المحافظة والبلدات لنقل الطلبة والموظفين والعمال وغيرهم”.


وعود كاذبة

من المعروف أن الدراجات النارية موجودة في سوريا، ولكن من يستخدمها هم أصحاب المهن الصناعية، وبعض الشبان لرخص ثمنها مقارنة مع أسعار السيارات الباهظة الثمن، ولكن في هذه الأيام باتت وسيلة نقل مهمة، لأن بعض السوريين لا يستطيع أن يدفع أجرة التنقل في التاكسي لأن غالبية سائقي تلك السيارات يشتري مادة البنزين من السوق السوداء وبأسعار خيالية ويستطيع المرء أن يلمس ذلك من خلال سيره في الطرقات الرئيسية ، فيلاحظ أن الدراجات النارية هي الأكثر انتشارا في هذه الأيام وان السيارات قليلة الوجود لقلة البنزين، وعدم وصول رسائل لإصحابها لملء مادة البنزين المخصصة لهم.


وكان رئيس مجلس الوزراء، حسين عرنوس، أعلن أنه “سيكون هناك انفراج في موضوع المشتقات النفطية مع نهاية الأسبوع الماضي”، وذلك تزامنا مع معلومات نشرتها الوزارة قالت فيها إن ثلاث ناقلات إيرانية وصلت إلى بانياس، ودفعت إدارة المصفاة إلى إعادة العمال الذين تم توقيفهم عن الدوام من أجل ضخ المشتقات النفطية في السوق السورية، وحل الوضع فيها.


ومع ذلك، فإن ما حدث أشبه بعملية نقل “طوابير الانتظار” إلى المنازل، كما يؤكد الخبير الاقتصادي، الدكتور عمار يوسف لـ"وكالة أنباء أسيا"

ويصف اليوسف الآلية التي أصبحت متكررة على العديد من المواد والسلع الاساسية فاشلة، طالما أن المادة غير متوفرة، لافتاً إلى أن سعر البنزين اوكتان 95 في لبنان، والذي يقارب 20 الف ليرة للتنكة الواحدة، في حين يباع في سورية ب50 ألف، وفي السوق السوداء بأرقام تصل إلى 100 ألف.


ويختم حديثه سمعنا عن وصول باخرة نفط منذ ثلاثة أيام، وحتى اليوم لم نر تحسناً أو انخفاضاً في أعداد الطوابير.”


وجاء اعتماد آلية الرسائل نتيجة الازدحامات الشديدة على محطات الوقود، واضطرار أصحاب السيارات للانتظار يومين أحياناً حتى يحصل على 20 ليتراً فقط كل 4 أيام، وهو ما تبرره وزارة النفط بتأخر وصول التوريدات بسبب العقوبات.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 2