شرق الفرات: هل تحضّر أمريكا لصفقة تطيح بـ"قسد"؟

إعداد - أدهم رهونجي

2021.04.19 - 05:03
Facebook Share
طباعة

 على الرغم من مشهد التقارب التركي ـ الأمريكي حيال ملف إدلب، وما قيل أنها محاولات أمريكية لتعويم زعيم هيئة تحرير  الشام أبو محمد الجولاني، وتكرار تجربة المفاوضات بين طالبان وحكومة كابل برعاية أمريكية ـ قطرية، فيما يخص هندسة مفاوضات تضم تحرير الشام من جهة والفصائل المعارضة الأخرى من جهة أخرى ، إلا أن الملف الكردي يبقى حاضراً بقوة وضمن اهتمامات الأمريكي.


لم يعجب الأكراد ما صدر عن أوساط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن،التي قالت بأنها "لم تَعد الأكراد بدولة"، والتي أكدت على أن أنقرة شريك وثيق في المنطقة عموماً وفي الملف السوري خصوصاً، فدقت قيادات الأكراد نواقيس الخطر، وبدأ يسري الحديث عن صفقة خارج قيادات قسد، التي طالبت الأمريكي باستفسارات حيال هذا الأمر.


لم يطل الجواب الأمريكي وفق القنوات الخاصة، حتى عمدت قسد للإعلان عن توسيع مهابط لطائرات التحالف الدولي ضد تنظيم  داعش  ،وذلك تمهيدا لاستقبال القوات الأميركية المنسحبة من أفغانستان والعراق.


وتفيد المعلومات بأن الجنود والألوية العسكرية للجيش الأميركي المنسحبون من أفغانستان والعراق ستتم إعادة تموضعهم في قواعد التحالف الدولي في شرق الفرات بسورية.


أوساط مقربة من قسد قالت بأن نية واشنطن مركزة قواتها المنسحبة من أفغانستان والعراق في شرق الفرات ضمن مناطقها هو جواب أمريكي وطمأنة من واشنطن بأنها تحمي الأكراد السوريين، وهو قطع للطريق على التركي الذي قد يفكر بتكرار سيناريوهات شبيهة بعمليتي غصن الزيتون ونبع السلام.


وتختم الأوساط الكردية بالقول: إن تواجد عدد جيد من القوات الأمريكية مع عتادها الكامل في شرق الفرات في هذا التوقيت أتى لإسكات الأصوات القائلة بأن الأمريكي تخلى عن الأكراد مقابل صفقة مع تركية وتعويم لهيئة تحرير الشام، الواقع الكردي حقيقي، ولا يمكن لأي أحد وصفه بالحلم أو المشروع المستحيل، وفق تعبيره.


في سياق متصل بدا تصريح رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، مناقضاً لما تحاول قيادة قسد ترويجه بين الناس من أن واشنطن تدعمها بقوة، حيث أكد بارزاني خلال استقبال نائب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ديفيد براونشتاين أن المسألة الكردية في سوريا يجب أن تحل ضمن الإطار السوري، ما ينفي أية سيناريوهات للانفصال أو إعلان دويلة لكرد سورية.


عن ذلك يقول مسعود ملحم الخبير بالشؤون الكردية بأن هناك تخبط واضح تعيشه قيادات قسد، وأن هاجس بيعهم من قبل الأمريكي لا زال يسكنهم، وأضاف ملحم بالقول: تصريحات قادة قسد بعد الإعلان عن تموضع لقوات أمريكية إضافية شرق الفرات في مناطقهم، تناقضها تصريحات رئيس إقليم كردستان العراق خللا لقائه المبعوث الأمريكي لسورية ، خاتماً بالقول: لن يرضى البرزاني بولادة دويلة كردية في سورية، لأن ذلك سيهدد زعامة عائلة البرزاني لأكراد المنطقة، كما أن علاقات هذه العائلة مع تركيا جيدة للغاية، وهي لن تدعم فكرة قيام دولة كردية تحت سيطرة قسد، وفق رأيه.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 5