هل يصبح اليمن بؤرة لـ"كورونا" بعد تفشى الوباء بصورة كبيرة خلال أسابيع؟

2021.04.13 - 12:24
Facebook Share
طباعة

تشهد اليمن حالة من الغموض في ما يتعلق بمعدلات الإصابة والوفيات بجائحة كورونا، حيث أن التكتم سيد الموقف في حكومة "أنصار الله" بصنعاء، يقابله اعتراف خجول من الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.. فما حقيقة ما يجري خلال الأسابيع الماضية؟

يرى مراقبون أن كل الدلائل تشير إلى ارتفاع عدد الإصابات وحالات الوفاة غير معروفة الأسباب، وهذا يؤشر على أن موجة جديدة من كورونا تجتاح اليمن في ظل نظام صحي شبة معدوم، حتى مطلع آذار الماضي، كان اليمن واحدا من أقل البلدان تأثرا بكورونا، من حيث عدد الحالات المسجلة، إذ تراجعت وتيرة تفشي الفيروس لأشهر طويلة، لكن الجائحة فاجئت الجميع على ما يبدو ولم تستطع الجهات الرسمية كتمان الواقع بعد أن امتلأت مراكز العزل الصحي المحدودة ورفضت العديد من المستشفيات استقبال حالات الإصابة.

القيادي في الحراك الثوري الجنوبي عبد العزيز قاسم المآني يقول، إن "الواقع الذي نعيشه في ظل الحرب جعل كل شيء يتم تفسيره سياسيا، فرغم انتشار الوباء ووجود إصابات كثيرة وحالات وفاة، فإن الملفت في الشأن اليمني نظرا لانهيار المنظومة الصحية وغياب الرعاية، فإنك تجد المواطن يتعاطى مع جائحة كورونا بنوع من اللامبالاة وعدم الاكتراث، لأنه يرى أن الخوف أو عدمه لن يؤخر أو يقدم في شيء".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، الكثير من الناس يرى أن الخوف من الجائحة أو عدمه لن يحل المشكلة، أي أن الكثير وصل إلى مرحلة اليأس والاستسلام للمشيئة الإلهية، رغم وجود بعض الاحتياطات الخاصة لديه، وأصبحت الحياة تسير بصورة اعتيادية في الوقت الراهن، عكس ما كان يحدث في بداية جائحة كورونا، حيث كانت الاحتياطات والإجراءات الاحترازية إلى حد ما مقبولة.

أما ما يتعلق بالوضع الصحي الراهن فيؤكد القيادي الجنوبي، أن الوضع الصحي مفقود ولا تتوفر أبسط الإمكانيات الأولية مثل أسطوانات الأكسجين والكمامات التي لا يرتديها غالبية المواطنين، وصار الناس لا يكترثون بالوباء بسبب فقدان الأمل في الجهات المسؤولة، فقد شهد اليمن في المرحلة الأولى من الوباء أقل نسب للإصابة في العالم، وأعتقد أن استفحال الوضع في نفس توقيت العام السابق له أكثر من تفسير واجتهاد، فالدوائر الرسمية والمكونات السياسية توظف هذه الجائحة سياسيا، رغم وجود الوباء بالفعل وحدوث وفيات.

وأوضح قاسم أن "الوضع بات طبيعيا بالنسبة لليمنيين في ظل تلك الأوضاع التي تفسر كل شيء سياسيا و ممنهجا من قبل مراكز نفوذ عالمية، وأصبح الوباء مجالا للتراشق السياسي بين أطراف الصراع في البلاد".

وفقا للإحصائيات الحكومية الرسمية، تم تسجيل أكثر من 1250 حالة إصابة جديدة بكوفيد-19 و140 حالة وفاة خلال ثلاثة أسابيع في آذار الماضي، وهو ما يساوي نحو ثلث إجمالي الإصابات المسجلة رسميا، منذ مطلع العام 2020، في وقت ترجح فيه المصادر الطبية، أن يكون العدد الفعلي، أعلى بكثير، حيث يرفض الغالبية من المصابين التوجه للمراكز الصحية المخصصة، المحدودة في الأصل.

وفي الأسبوع الأخير من الشهر الماضي أصدرت "اللجنة العليا للطوارئ لمواجهة فيروس كورونا"، التابعة للحكومة الشرعية تعليمات جديدة وتوجيهات تتضمن إجراءات احترازية، للحد من تفشي الوباء، وشملت التوجيهات، إعلان الطوارئ الصحية في كل المحافظات ورفع الجاهزية في المراكز الصحية والمستشفيات، وتوجيه السلطات المحلية بإغلاق القاعات والنوادي وصالات الأفراح، وتنظيم الأسواق والمولات وتقليص مدة عملها، بالإضافة إلى إلزام كافة المؤسسات الرسمية الحكومية والمحلية بتعليق كافة الأنشطة الجماهيرية والاحتفالات والفعاليات الرسمية غير الضرورية، وصولا إلى تفعيل قرار حظر التجوال الجزئي بحسب تقديرات السلطات المحلية في المحافظات، وغيرها من الإجراءات. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 8