إلى أي حد ساهم الانحياز الأميركي لإسرائيل في فشل خطة السلام؟

2025.11.01 - 08:32
Facebook Share
طباعة

تظهر التطورات الأخيرة في غزة، عقب وقف إطلاق النار، أن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة تعكس تعقيد خطة السلام الأميركية، وتجعلها بلا مضمون فعلي.
التحليل الذي نشره موقع ناشونال إنترست الأميركي يوضح أن الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل أفرغ خطة الرئيس دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة من أي قوة تنفيذية إذ أن اختلال ميزان القوة جعل الثقة بين الطرفين معدومة، ويبحث كل طرف عن تعزيز نفوذه على حساب الآخر، فيما يستمر الضغط الدولي شبه المعدوم على إسرائيل، مما يترك الفلسطينيين في موقف هش للغاية.

صحيفة هآرتس الإسرائيلية أكدت أن الخطة الأميركية، رغم إدراجها عناصر أمنية وإنشاء قوة دولية في غزة، تتجاهل البعد المدني الحيوي لإعادة بناء المؤسسات ودمج المقاتلين في الحياة المدنية.
ويضيف أيضاً أن غياب هدف نهائي واضح، مثل إقامة دولة فلسطينية، يجعل نجاح الخطة محفوفا بالمخاطر ويزيد احتمال فشلها في تحقيق الاستقرار الطويل.
من جهتها، دعت الغارديان البريطانية عبر تصريحات المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إلى الإسراع بتشكيل القوة الدولية في غزة، تمهيداً لانسحاب إسرائيلي يحد من الخسائر ويتيح البدء بعمليات إعادة الإعمار، محذراً من انزلاق القطاع إلى حالة لا حرب ولا سلم، أي استمرار القتل رغم الهدنة الظاهرية.

صحيفة لوموند الفرنسية سلطت الضوء على ما أسمته "النموذج اللبناني" في غزة، موضحة أن إسرائيل تفرض حالة هدنة أو حرب منخفضة الشدة بفضل الضوء الأخضر الأميركي، ما يمنع عودة الاستقرار ويزيد من سقوط الضحايا مقارنة بمناطق أخرى. هذا السياق يبرز مدى تأثير السياسة الأميركية المباشرة في إدارة النزاع وتأمين مصالح إسرائيل على الأرض، على حساب المدنيين الفلسطينيين.

في الوقت نفسه، تناولت الصحف العالمية تطورات دارفور السوداني، إذ سلطت الغارديان الضوء على الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، مشيرة إلى أن المشهد يشبه جرائم جماعية سابقة في رواندا وليبيريا، وأكدت الصور الفضائية وجود جثث متناثرة في الشوارع. نيويورك تايمز رأت أن المجتمع الدولي عاجز أو غير راغب في التدخل بشكل فعّال، ما أعاد إقليم دارفور إلى مأساة شبيهة بما عاشته قبل 20 عاماً، مع فرق أن المقاتلين اليوم يتمتعون بإمكانات أكبر، من تمويل وعقـداد ومهارات تنظيمية تفوق ما كان موجوداً في الماضي، ما يعقد فرص تحقيق الاستقرار في المنطقة.

هذا المشهد الدولي المزدوج، بين غزة ودارفور، يعكس غياب استراتيجية دولية فعالة للحد من الانتهاكات، ويضع الضحايا المدنيين في قلب الأزمة، بينما تبقى السياسات الأميركية والإسرائيلية محورياً في رسم موازين القوى في المنطقة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10