"لا يمثلنا".. عشائر أردنية تتبرأ من مواطن ظهر مؤيداً للاحتلال قرب حائط البراق

2025.10.31 - 01:51
Facebook Share
طباعة

أثار ظهور المواطن الأردني عبد الإله معلا في مقطع فيديو داخل مدينة القدس المحتلة برفقة مستوطنين إسرائيليين، وهو يعلن تأييده لإسرائيل ويدّعي أن حائط البراق “ملك لهم”، موجة استياء عارمة داخل الأردن، ترافقت مع ردود فعل عشائرية وبرلمانية حادة، رفضت ما وصفته بـ"السلوك المشين الذي يتنافى مع ثوابت الأمة وموقف الأردن التاريخي من القضية الفلسطينية".

 

بدأت القصة حين انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصوّر لعبد الإله معلا أثناء تجوله قرب حائط البراق – الذي يحتله الاحتلال الإسرائيلي ويسميه “حائط المبكى” – برفقة عدد من المستوطنين، وهو يردد عبارات مؤيدة لإسرائيل، زاعماً أن “الحائط قبلتهم المقدسة”، وأن “المسجد الأقصى لا يتعرض لأي اقتحامات”.
الفيديو الذي نشره بنفسه أثار غضباً واسعاً بين الأردنيين والعرب، واعتبره كثيرون استفزازاً لمشاعر المسلمين وتطبيعاً مرفوضاً مع الاحتلال، في وقت يتصاعد فيه العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية.


تبرؤ عشائري قاطع: “لا يمثلنا”

في خطوة سريعة، أصدرت عشيرة الزيود من قبيلة بني حسن، وهي من أكبر القبائل الأردنية، بياناً شديد اللهجة أعلنت فيه براءتها التامة من تصرف معلا، مؤكدة أن ما قام به “عمل فردي مرفوض ومخالف لقيم العشيرة وثوابت الوطن”.

وجاء في البيان الذي وقّعه الشيخ محمد كريم سعود الزيود:“نؤكد رفضنا القاطع لأي فعل يتنافى مع مبادئ الأردن الراسخة في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ونعلن أن ما ورد في الفيديو لا يمثلنا ولا يعبر عن أخلاقنا ولا عن مواقفنا الوطنية.”

 

وأضاف البيان أن العشيرة متمسكة بموقف المملكة الثابت بقيادة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمير الحسين، في الدفاع عن عروبة القدس، باعتبارها الوصيّة الهاشمية المقدسة، مشدداً على أن الأردن كان وسيبقى سنداً للفلسطينيين في مواجهة الاحتلال.
-

موقف البرلمان الأردني: “الولاء للوطن لا يقبل المساومة”

من جانبه، أدان النائب وليد المصري، رئيس كتلة "عزم" النيابية، تصرف عبد الإله معلا، مؤكداً أن “ما فعله لا يمثل إلا نفسه، ولا يمت بصلة إلى عائلة المعلا أو قبيلة بني حسن الأصيلة، التي كانت دوماً في مقدمة المدافعين عن الوطن والقضية الفلسطينية”.

وقال المصري في تصريح صحفي إن هذه الأفعال تمسّ مشاعر الأردنيين وتشوه صورة الموقف الشعبي والرسمي الثابت من القدس، مضيفاً: “من يطبع مع الاحتلال أو يبرر جرائمه لا يمكن أن يكون أردنياً حراً ولا عربياً مخلصاً.”

 

وأكد النائب أن البرلمان سيتابع القضية مع الجهات المعنية، معتبراً أن ما جرى “حادثة فردية يجب أن تكون عبرة لكل من يحاول المتاجرة باسم الأردن أو الإساءة لرمزيته في الدفاع عن فلسطين”.

 

غضب شعبي على مواقع التواصل

على المنصات الأردنية، تصدّر وسم #القدس_عربية و#بني_حسن_تتبرأ، التريند خلال ساعات، حيث عبّر آلاف المغردين عن رفضهم التام لأي شكل من التطبيع الشعبي مع الاحتلال.
ووصف ناشطون ما فعله معلا بأنه “انحراف عن البوصلة الوطنية”، مؤكدين أن موقف الشعب الأردني من فلسطين راسخ لا يتزحزح منذ عقود، وأن محاولات بعض الأفراد “لا تمثل إلا أنفسهم ولا تعكس وجدان الأمة”.

في المقابل، رأى بعض المراقبين أن انتشار الفيديو بهذا الشكل قد يكون جزءًا من محاولات إسرائيلية للتأثير في الرأي العام العربي، عبر تصوير حالات فردية على أنها تحوّل في الموقف الشعبي، وهو ما فندته ردود الفعل الغاضبة في الأردن.

 


تأتي هذه الحادثة في سياق حساس يتزامن مع تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى واستمرار اقتحامات المستوطنين لباحاته تحت حماية الشرطة، وهو ما تعتبره عمّان استفزازاً مباشراً للوصاية الهاشمية على المقدسات.

ويحظى الأردن بدور محوري في رعاية المسجد الأقصى، ما يجعل أي محاولة للتطبيع الفردي أو الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على القدس تجاوزاً للخطوط الحمراء الوطنية والدينية.
ويرى محللون أن الغضب العشائري والبرلماني يعكس تمسك المجتمع الأردني بـ"هوية القدس العربية والإسلامية"، رغم الضغوط الإقليمية التي تحاول دفع بعض الدول نحو التطبيع.

 

القضية التي أثارها عبد الإله معلا سرعان ما تحولت من تصرف فردي إلى رسالة وطنية جامعة أعادت التأكيد على الموقف الأردني الثابت:
أن القدس عربية، وأن حائط البراق جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وأن كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني مرفوضة شعبياً ورسمياً.

وبينما حاول معلا إثارة الجدل بتصريحاته الداعمة للاحتلال، فإن الرد الأردني – العشائري والنيابي والشعبي – جاء حاسماً ليؤكد أن الأردن، بكل مكوناته، لا يساوم على عروبته ولا على فلسطين.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 6