الجيش التركي يبدأ إعادة المنازل في ريف حلب لأصحابها

2025.10.29 - 09:25
Facebook Share
طباعة

 
بدأ الجيش التركي بإخلاء عدد من المنازل التي استخدمت لأغراض عسكرية خلال السنوات الماضية في مناطق ريف حلب الغربي، وكانت البداية من بلدة الشيخ سليمان التابعة لبلدة قبتان الجبل. وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة أوسع تهدف إلى إنهاء ملف إشغال المساكن المدنية وإعادة حقوق أصحابها الأصليين، في خطوة وصفتها الجهات المحلية بأنها مقدمة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

وأكدت مصادر محلية أن عدداً من الأهالي بدأوا استلام منازلهم بعد سنوات من الاستخدام العسكري، وتمت عملية التسليم بإشراف إدارة منطقة جبل سمعان، التي أكدت حرصها على صون حقوق المواطنين وحماية ممتلكاتهم. وأوضحت أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة الإدارة في خدمة الأهالي وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

وأشار المصدر إلى أن العائلات بدأت بنقل أثاثها ومستلزماتها المنزلية بعد إتمام عملية الإخلاء، ومن المتوقع أن تستمر عمليات التسليم خلال الشهرين المقبلين لتشمل باقي المنازل التي استخدمها الجيش التركي في مختلف القرى والبلدات الغربية لريف حلب.

انتشار القواعد التركية في ريف حلب

تنتشر القوات التركية في عدد من القرى والبلدات بريف حلب الغربي، أبرزها: كفر نوران، كتيان، أبين، الأتارب، تقاد، دير سمعان، الفوج 111، جبل بركات، الأبزمو، كفركرمين، كفرناصح، وجبل صلوة.

وتشكل هذه المواقع جزءاً من خريطة الانتشار العسكري التركي منذ عام 2017، في إطار اتفاقات خفض التصعيد الموقعة بين أنقرة وموسكو، لتثبيت نقاط مراقبة ومواقع دعم لوجستي. وشهدت هذه النقاط والقواعد زيادة كبيرة في الوجود العسكري التركي خلال السنوات الماضية، ليس في ريف حلب الغربي فقط، بل في معظم مناطق الشمال الغربي المحررة سابقاً والتي كانت تحت سيطرة المعارضة قبل سقوط نظام الأسد.

ردود فعل الأهالي

أبدى عدد من الأهالي الذين استلموا منازلهم ارتياحاً كبيراً لهذه الخطوة، مؤكدين أنها أعادت إليهم الإحساس بالأمان والانتماء بعد سنوات من النزوح أو الإقامة في بيوت مؤقتة.

وقال أحد سكان بلدة الشيخ سليمان:

"لم نكن نتوقع أن نعود إلى منازلنا قريباً، واليوم بدأ الأمل يعود تدريجياً. نأمل أن تشمل العملية جميع القرى والمنازل التي استخدمت لأغراض عسكرية خلال السنوات الماضية".

وفي وقت سابق، شهدت بلدة تقاد قرب مدينة دارة عزة مظاهرة لأصحاب المنازل التي يشغلها الجيش التركي، طالبوا فيها بإخلاء منازلهم أو تعويضهم عن فترة الاستخدام العسكري. وأكد أحد مالكي المنازل، حمدو عبد الله، أن القوات التركية المتمركزة داخل البلدة وعدت بإخلاء المنازل مع نهاية عام 2025، مشيراً إلى أن الجيش يشغل أكثر من 27 منزلاً في بلدة تقاد وحدها، يعيش معظم أصحابها في مخيمات نزوح أو منازل مستأجرة.

وأضاف عبد الله أن الأهالي طالبوا بالحصول على تعويض مالي عن السنوات التي شغلت فيها منازلهم، إلا أنهم لم يتلقوا أي رد رسمي حتى الآن.

جهود إعادة الاستقرار والخدمات الأساسية

تعمل المجالس البلدية وإدارات المناطق على إعادة تفعيل الخدمات الأساسية، وتوفير بيئة مستقرة لعودة الأهالي، وسط آمال بأن تسهم عمليات الإخلاء في تعزيز الثقة بين السكان المحليين والقوات التركية، وتخفيف حالة التوتر الناتجة عن إشغال الممتلكات الخاصة.

ويرى مراقبون أن الخطوة التركية تمهّد لمرحلة جديدة تهدف إلى تنظيم الوجود العسكري وتقليص التمركز داخل الأحياء المدنية، بما يتماشى مع التحركات الأخيرة الرامية إلى إعادة الحياة الطبيعية للمناطق الحدودية والمحررة شمالي سوريا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10