لبنان: رومية على صفيح ساخن والسجناء يلوّحون بالتمرد

2025.10.13 - 04:10
Facebook Share
طباعة

تشهد السجون اللبنانية، وعلى رأسها سجن رومية المركزي، توتراً متصاعداً بعد انتشار بيان منسوب إلى نزلائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تضمّن تهديدات بإحراق السجون في حال استمرار ما وصفوه بـ«التجاهل الممنهج» لمعاناتهم. البيان الذي لقي انتشاراً واسعاً في لبنان، برز عمق الأزمة داخل المؤسسات العقابية في البلاد، والتي تتداخل فيها الأبعاد الإنسانية والسياسية والأمنية.

كشفت وسائل إعلام لبنانية أن النزلاء أعلنوا تشكيل «شبكة» تنسّق بين مختلف السجون، مؤكدين رفضهم لأي حلول جزئية تقتصر على فئة محددة من الموقوفين، خصوصاً السوريين منهم وشدد البيان على أن هذه المعالجات الانتقائية لن تُنهي الأزمة، بل ستفاقم التمييز داخل السجون.

وقال السجناء في بيانهم إنهم «فقدوا كرامتهم»، وإن صبرهم بلغ حده الأقصى، ملوّحين بتصعيد كبير قد «يقلب الطاولة على الجميع» كما حمّلوا السلطة اللبنانية بمختلف مستوياتها — من رئاسات وأحزاب ومرجعيات روحية إلى القضاء والإعلام — مسؤولية ما قد ينجم عن استمرار الإهمال، داعين إلى حلول جذرية تضمن العدالة والكرامة.

تأتي هذه التهديدات في وقتٍ يعيش فيه النظام السجني اللبناني واحدة من أسوأ مراحله منذ عقود، مع اكتظاظ حاد يتجاوز الطاقة الاستيعابية بأكثر من ثلاثة أضعاف، وانهيار الخدمات الطبية والغذائية، إضافة إلى شكاوى متكررة من التعذيب وسوء المعاملة، ووفق تقارير حقوقية، فإن أكثر من 60% من الموقوفين لم تصدر بحقهم أحكام بعد، ما يجعل سجن رومية تحديداً نموذجاً صارخاً لتدهور العدالة الجنائية في لبنان.

ويرى مراقبون أن البيان الأخير لا يُقرأ بمعزل عن التدهور الشامل في مؤسسات الدولة اللبنانية، إذ باتت السجون مرآة للأزمة الاقتصادية والسياسية المستفحلة. فبينما يزداد الغضب داخل الزنازين، تُظهر السلطات عجزاً واضحاً عن تنفيذ إصلاحات قضائية أو تحسين أوضاع السجناء.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 8