أعلنت الرئاسة المصرية رسميًا مشاركة كلٍّ من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في قمة شرم الشيخ للسلام، المقرر عقدها خلال الساعات المقبلة، بهدف ترسيخ اتفاق وقف الحرب في غزة وضمان الالتزام ببنوده من جميع الأطراف.
ووفق البيان، تأتي القمة بمبادرة مصرية – أميركية مشتركة، تجمع لأول مرة منذ سنوات الزعماء الأربعة: الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونتنياهو، وعباس، في محاولة لبلورة إطار سياسي دائم يعقب اتفاق الهدنة الذي أنهى الحرب المستمرة منذ أشهر بين إسرائيل وحركة "حماس".
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن رئيس الوزراء نتنياهو أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس السيسي بينما كان الرئيس ترامب إلى جانبه في تل أبيب، ما يعكس تنسيقًا سياسيًا عالي المستوى بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن في إدارة ما بعد الحرب.
وكان ترامب قد وصل في وقت سابق إلى مطار بن غوريون في أول زيارة له إلى إسرائيل منذ إعادة انتخابه رئيسًا، حيث التقى مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية وأعلن أن زيارته "تمثل بداية عهد جديد في السلام بالشرق الأوسط".
ومن المقرر أن يلقي خطابًا أمام الكنيست الإسرائيلي قبل التوجه إلى شرم الشيخ لترؤس القمة المرتقبة، التي توصف بأنها الأهم منذ اتفاقات كامب ديفيد.
وفي تصريحات على متن الطائرة الرئاسية قبل مغادرته قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن، قال ترامب ردًا على سؤال حول فرص نجاح القمة:
"الحرب انتهت. هل فهمتم ذلك؟"،
مضيفًا أنه واثق من صمود وقف إطلاق النار وبدء "مرحلة جديدة من السلام الحقيقي".
ويأتي انعقاد القمة في وقت حساس بعد إطلاق "حماس" سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين بموجب التفاهمات التي رعتها القاهرة والدوحة وواشنطن، ما اعتبرته مصادر دبلوماسية "خطوة تمهيدية" لتثبيت الهدنة والدخول في مفاوضات سياسية أوسع.
القاهرة من جانبها، تسعى إلى استثمار الزخم الدولي لإعادة إطلاق العملية السياسية الفلسطينية – الإسرائيلية، وإلى تأكيد دورها كوسيط رئيسي في أزمات المنطقة، بينما تشير مصادر إسرائيلية إلى أن تل أبيب ترى في القمة "فرصة لاختبار نوايا حماس والفلسطينيين بشأن التهدئة الدائمة".