أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن القرار المتعلق بالرد على دعوة مصر للمشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام لم يكن خطوة عفوية، بل جاء نتيجة دراسة فنية وسياسية معمقة داخل أروقة الخارجية الإيرانية وخارجها.
وقال المتحدث باسم الوزارة إسماعيل بقائي، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم الاثنين، إن الرئيس المصري وجّه دعوة رسمية إلى رئيس الجمهورية الإيرانية لحضور القمة، موضحًا أن “جميع الجوانب السياسية والفنية تمت دراستها بعناية قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن المشاركة”.
وأضاف أن القرار استند إلى تقييم شامل للإيجابيات والسلبيات، بما يضمن تحقيق أقصى قدر من المصالح الوطنية الإيرانية، مشيرًا إلى أن الإعلان الرسمي عن الموقف جاء بعد مداولات مطوّلة بين مختلف المؤسسات المعنية.
وفي السياق ذاته، أعرب عباس عراقجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني، عن امتنان طهران للدعوة المصرية، لكنه شدد على أن إيران لا يمكنها التعامل دبلوماسيًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسبب ما وصفه بـ"العداء المستمر للشعب الإيراني وفرض العقوبات الجائرة".
ورغم ذلك، أكدت إيران دعمها لأي مبادرة دولية تهدف إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي في غزة، ووقف ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية" بحق الفلسطينيين، مشددة على حقهم في تقرير المصير والدفاع عن أرضهم.
وقال عراقجي إن إيران ستظل قوة فاعلة من أجل السلام والاستقرار الإقليمي، في مقابل ما وصفه بـ"السياسات الإجرامية للنظام الإسرائيلي"، مضيفًا أن طهران ترى أن أي عملية سلام حقيقية يجب أن تبدأ من إنهاء الاحتلال ودعم الشعب الفلسطيني.
وتعقد قمة شرم الشيخ للسلام اليوم بمشاركة أكثر من 20 زعيمًا دوليًا، بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسط مساعٍ لإحراز تقدم في خطة أمريكية لإنهاء الحرب في غزة وإعادة إعمار القطاع، مع بقاء قضايا حساسة تتعلق بحكم غزة والأمن ما بعد الحرب دون حسم.